by Ahmedssalm Ahmedou Ahmed Salem on Tuesday, 18 January 2011 at 01:35
شكرا بوعزيزي
اشاب الذي احرق نفسه في اواسط الشهر الماضي احرق معه اخر اوراق الديكتاتور الهارب بن علي .
لقد بدات الاحتجاجات في كل شبر من اراضي تونس الخضراء من سيدي بوزيد الى بنقردان الى تاله الى القصرين الى جندوبه .......
الكل ناضل وبذل كل ما يملك من اجل ان يتنفس الحرية الخالصة التي لا ينغصها النظام البائد بامنه ومخابراته ومنافقيه .فلنقف وقفة اجلال واكبار لأولئك الشباب الذين ضحوا بدمائهم الزكية وسقطوا في ساحة الشرف راسمين بذلك اروع لوحة للحرية ليس في تونس فقط بل في كل البلدان العربية التي ترزح تحت الطغيان وتتجرع في كل يوم مرارة الذل و الهوان
شكرا لشعب تزنس البطل المثابر الصبور لقد اعطانا درسا في الثبات والنخوة و الاصالة لقد كافح حتى النهاية واتتصر بسلاح الحق الذي يحمله
لقد راوغ الديكتاتور في اواخر ايامه هدد اولا وتوعد ثانيا ووعد ثالثا وهرب اخيرا تاركا البلد الذي كرس حياته لتدجينه وترويع اهله بالنار والحديد
خرج حاسرا راسه لا يلوي على شيئ بعد ان تخلى عنه اولياء نعمته وتركوه في مهب الريح
عندما قل ابو القاسم الشابي ذات يوم: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
فكانه يعني ثورة تونس اليوم فقد ارادوا حقا الحياة بماتعنيه الكلمة من معنى وهم يستحقون منا التقدير و الاشادةو الثناء و المديح يستحقون اغلى الاوسمة وميداليات الشرف
لقد خرج اخيرا شعب يثور و ينتفض
فلتلخذوا العبر يا قادة العرب فالثورة قادمة لامحالة كفى استهتارا بمقدرات الامة كفى طغيانا وظلما لقد سئمنامن احاديثكم المقرفة واياديكم الباطشة و نظامكم الفاسد ،اما ان لكم ان تنتبهوا من غفلتكم وسكركم
لقد عاثوا فسادا بالبلاد احرقوا الاخضر واليابس اخذوا كل الثروات ونهبوا كل الخزينات وشردوا المعارضين و المعارضات.
ستنتقل العدوى البوعزيوية اليكم قريبا يا جنرالات وباشوات اصحاب النياشين الزركشة و الافكار الباهتة
لقد سئل طفل امه ذات يوم وكان خاملا كسولا قائلا لها :هل يمكنني ان اصبح قائدا؟ قالت له لا الا اذا كنت في بلاد العرب،قال لها لماذا في تلك البلاد بالتحديد؟ قالت له له كل المواصفات تتوفر فيك فانت جبان وكسول وسارق ومحتال وارعن ومرتش وظالم وهذه هي صفات القائد في بلاد العرب.
اما الن وقد انتصر الشب في تونس فالثورة ان شاء الله قامة والطريق اصبح سالكا لإزاحة ماتبقى من الصنام الجاثمة على صدورنا منذ عشرات السنين.ا
by Ahmedssalm Ahmedou Ahmed Salem on Tuesday, 18 January 2011 at 01:35
شكرا بوعزيزي
اشاب الذي احرق نفسه في اواسط الشهر الماضي احرق معه اخر اوراق الديكتاتور الهارب بن علي .
لقد بدات الاحتجاجات في كل شبر من اراضي تونس الخضراء من سيدي بوزيد الى بنقردان الى تاله الى القصرين الى جندوبه .......
الكل ناضل وبذل كل ما يملك من اجل ان يتنفس الحرية الخالصة التي لا ينغصها النظام البائد بامنه ومخابراته ومنافقيه .فلنقف وقفة اجلال واكبار لأولئك الشباب الذين ضحوا بدمائهم الزكية وسقطوا في ساحة الشرف راسمين بذلك اروع لوحة للحرية ليس في تونس فقط بل في كل البلدان العربية التي ترزح تحت الطغيان وتتجرع في كل يوم مرارة الذل و الهوان
شكرا لشعب تزنس البطل المثابر الصبور لقد اعطانا درسا في الثبات والنخوة و الاصالة لقد كافح حتى النهاية واتتصر بسلاح الحق الذي يحمله
لقد راوغ الديكتاتور في اواخر ايامه هدد اولا وتوعد ثانيا ووعد ثالثا وهرب اخيرا تاركا البلد الذي كرس حياته لتدجينه وترويع اهله بالنار والحديد
خرج حاسرا راسه لا يلوي على شيئ بعد ان تخلى عنه اولياء نعمته وتركوه في مهب الريح
عندما قل ابو القاسم الشابي ذات يوم: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
فكانه يعني ثورة تونس اليوم فقد ارادوا حقا الحياة بماتعنيه الكلمة من معنى وهم يستحقون منا التقدير و الاشادةو الثناء و المديح يستحقون اغلى الاوسمة وميداليات الشرف
لقد خرج اخيرا شعب يثور و ينتفض
فلتلخذوا العبر يا قادة العرب فالثورة قادمة لامحالة كفى استهتارا بمقدرات الامة كفى طغيانا وظلما لقد سئمنامن احاديثكم المقرفة واياديكم الباطشة و نظامكم الفاسد ،اما ان لكم ان تنتبهوا من غفلتكم وسكركم
لقد عاثوا فسادا بالبلاد احرقوا الاخضر واليابس اخذوا كل الثروات ونهبوا كل الخزينات وشردوا المعارضين و المعارضات.
ستنتقل العدوى البوعزيوية اليكم قريبا يا جنرالات وباشوات اصحاب النياشين الزركشة و الافكار الباهتة
لقد سئل طفل امه ذات يوم وكان خاملا كسولا قائلا لها :هل يمكنني ان اصبح قائدا؟ قالت له لا الا اذا كنت في بلاد العرب،قال لها لماذا في تلك البلاد بالتحديد؟ قالت له له كل المواصفات تتوفر فيك فانت جبان وكسول وسارق ومحتال وارعن ومرتش وظالم وهذه هي صفات القائد في بلاد العرب.
اما الن وقد انتصر الشب في تونس فالثورة ان شاء الله قامة والطريق اصبح سالكا لإزاحة ماتبقى من الصنام الجاثمة على صدورنا منذ عشرات السنين.ا
حدوتة مصرية
السبت 07 ربيع الثاني 1432هـ - 12 مارس 2011مبدرية البشر
حتى الآن احتفظت الثورة المصرية بطابع خاص لا يمكن أن يتكرر مثله في الثورات العربية فقد كانت أسرع الثورات وأقصرها وأخفها دماً، فالمصريون استعادوا روح النكتة المهزومة التي شاخت في مزاجهم، كل هذا كما يقولون بسبب شعورهم بأن حرية داخلهم ولدت. ثورة 25 يناير قصة مصرية مميزة نجح الإعلام الجديد والقديم بتسجيل يومياتها، فصارت تاريخاً يتكثف، أجمل هذه القصص ما لم ينشره الإعلام بعد. كما أن هذه القصص لم تعد تخص المصريين وحدهم بل أصحبت قصة تبدأ بها الحكايات العربية استهلال الحكايات التي ستكتبها وخاصة أنها أصبحت تباريهم في النكت.
في هذه الحدوتة نجد كثيرين من المصريين الذين يعيشون في رفاهية من العيش في الغرب والشرق تركوا أعمالهم وركبوا الطائرات وهرعوا للالتحاق بالمظاهرات وهم يعرفون أنهم قد يموتون. واحدة من هؤلاء كانت لبروفسورة مصرية تعمل في جامعة السوربون في باريس، نامت أياماً طويلة في برد ميدان التحرير، وسجلت الثورة لحظة بلحظة بكاميرتها، ومشت في صدر الخطر بقلب أسد شجاع، فلماذا فعلت ذلك يا ترى؟
صورة جموع المتظاهرين وهم يصلون أمام سيارات الأمن وهي ترشهم بماء المجارير حتى اليوم هي الصورة الأكثر ألقاً في صور الثورات، يروي أحد المتظاهرين الحكاية التي سبقتها وهي أن رجال الشرطة حين رأوا المتظاهرين خارجين من مسجد مصطفى محمود من المهندسين متجهين إلى ميدان التحرير، حيوهم ومشوا وراءهم وكأنهم يحمونهم دون أن ينتبه أحد إلى أنهم يرتبون لهم كميناً، وما أن صعد المتظاهرون كوبري 6 أكتوبر، حتى أقفل الجنود طرف الكوبري، وسيارات أمن أخرى أقفلوا الكوبري في الطرف الآخر، حينها بدأ الجنود يطلقون الرصاص وخراطيم الماء، وفي لحظة واحدة وبقرار من قلب شجاع صفوا أمام سيارات الشرطة صفوفاً متسقة وأخذوا يصلون. ترى لماذا صلى المتظاهرون وهم في وجه الموت؟
أما أجمل قصة سمعتها من أحد المتظاهرين في الثورة هي قصة (فوطة الحياة)، على وزن قبلة الحياة، رواها قائلاً: بعد نجاح المتظاهرين في الوصول لميدان التحرير، وأنا أقف في الميدان سمعت صوت وقوع شيء بين قدمي، كانت قنبلة مسيلة للدموع توقعت أن تنفجر، لكنها لم تنفجر سوى في صدري، دخل الدخان كله في صدري فشعرت بالاختناق، وسقطت على ركبتي، فإذ بشابة تركض نحوي، وتضع على وجهي فوطة مشربة بالخل، لتصبح رائحة الخل من أجمل روائح الحياة، كانت هذه هي فوطة الحياة، التي أعادته مرة أخرى، ترى من جهز النساء بفوط الحياة؟
التلفزيون المصري عاد واحتضن الثورة واعترف بمواطنها الذي خونته وقالت عنه بأنه مندس، لكنها اليوم تغني له (أحلى ولد ولدي، وأغلى بلد بلدي).
المزاج المصري الذي حرك الغضب ثورته، وجد ساعات رائقة ساعات ملأها بالغناء والتمثيل، وكتابة الشعارات الهزلية والنكات. آخر مصري في الثورة وفي الحدوتة أصر إلا أن يلقي نكتته الأخيرة قبل أن تنتهي الحدوتة فرفع ورقة مكتوباً عليها بعد تنحي الرئيس (ارجع مبارك كنا بنهزر معاك).
*نقلا عن "الحياة" الطبعة السعودية
صورة جموع المتظاهرين وهم يصلون أمام سيارات الأمن وهي ترشهم بماء المجارير حتى اليوم هي الصورة الأكثر ألقاً في صور الثورات، يروي أحد المتظاهرين الحكاية التي سبقتها وهي أن رجال الشرطة حين رأوا المتظاهرين خارجين من مسجد مصطفى محمود من المهندسين متجهين إلى ميدان التحرير، حيوهم ومشوا وراءهم وكأنهم يحمونهم دون أن ينتبه أحد إلى أنهم يرتبون لهم كميناً، وما أن صعد المتظاهرون كوبري 6 أكتوبر، حتى أقفل الجنود طرف الكوبري، وسيارات أمن أخرى أقفلوا الكوبري في الطرف الآخر، حينها بدأ الجنود يطلقون الرصاص وخراطيم الماء، وفي لحظة واحدة وبقرار من قلب شجاع صفوا أمام سيارات الشرطة صفوفاً متسقة وأخذوا يصلون. ترى لماذا صلى المتظاهرون وهم في وجه الموت؟
أما أجمل قصة سمعتها من أحد المتظاهرين في الثورة هي قصة (فوطة الحياة)، على وزن قبلة الحياة، رواها قائلاً: بعد نجاح المتظاهرين في الوصول لميدان التحرير، وأنا أقف في الميدان سمعت صوت وقوع شيء بين قدمي، كانت قنبلة مسيلة للدموع توقعت أن تنفجر، لكنها لم تنفجر سوى في صدري، دخل الدخان كله في صدري فشعرت بالاختناق، وسقطت على ركبتي، فإذ بشابة تركض نحوي، وتضع على وجهي فوطة مشربة بالخل، لتصبح رائحة الخل من أجمل روائح الحياة، كانت هذه هي فوطة الحياة، التي أعادته مرة أخرى، ترى من جهز النساء بفوط الحياة؟
التلفزيون المصري عاد واحتضن الثورة واعترف بمواطنها الذي خونته وقالت عنه بأنه مندس، لكنها اليوم تغني له (أحلى ولد ولدي، وأغلى بلد بلدي).
المزاج المصري الذي حرك الغضب ثورته، وجد ساعات رائقة ساعات ملأها بالغناء والتمثيل، وكتابة الشعارات الهزلية والنكات. آخر مصري في الثورة وفي الحدوتة أصر إلا أن يلقي نكتته الأخيرة قبل أن تنتهي الحدوتة فرفع ورقة مكتوباً عليها بعد تنحي الرئيس (ارجع مبارك كنا بنهزر معاك).
*نقلا عن "الحياة" الطبعة السعودية
خلف الحربي
قبل حدوث زلزال اليابان بساعات كان القذافي يحاول إنقاذ سفينته المحطمة من الغرق عبر استجداء الغرب أو ابتزازه بطريقة مزرية، فتارة يحذر العالم من أن سقوطه يشكل خطرا على إسرائيل وكأنه يقول: (اعتقوني حفاظا على إسرائيل)!، وتارة يهدد بأنه سيفضح حكاية تمويله حملة الرئيس الفرنسي في الانتخابات، وكأنه يقول: (كلنا شركاء في القذارة)!، كان مشتت الذهن وفاقدا للتركيز بسبب تركيز المجتمع الدولي عليه، ولكن جاءت اللحظة الذهبية التي فقد فيها العالم تركيزه وتشتت ذهنه بسبب زلزال اليابان وإعصار تسونامي، وأظن القذافي سوف يستغل هذه الفرصة أسوأ استغلال ويركز جيدا لأول مرة في تاريخه!.
القذافي صورة نموذجية للمستبد العربي فهو غير معني إطلاقا بالداخل قدر عنايته بالخارج، ولا تهمه ردود فعل الشارع المحلي عنايته بردود الفعل الدولية وتحديدا الغربية، فهو لا يشعر أن المشكلة موجودة في ليبيا بل في العالم الخارجي الذي يعترض على ما يحدث في ليبيا، لذلك ما إن حملت وكالات الأنباء أخبار زلزال اليابان والمخاوف من إعصار تسونامي حتى صرخ: (دقت ساعة العمل .. دقت ساعة الانتصار .. إلى الأمام .. إلى الأمام)!.
ولكن القمع ــ مهما بلغت وحشيته ــ لن يحل المشكلة، بل سوف يعقدها أكثر فأكثر، خصوصا أن المشكلة في الأساس لم تنبع من الضغوط الدولية بل جاءت بسبب الجدار الحديدي الذي يفصل بين الحاكم الديكتاتور وشعبه، حيث يستحيل على أي نظام سياسي في العالم أن يحافظ على استقراره ما لم يكن يستمد قوته من شعبه.
ومن يتابع خطابات القذافي منذ اندلاع الثورة الليبية يلاحظ أنه لايرى ذلك الشيء الذي يسمونه (الشعب)، فهو بالنسبة له كيان مجازي ليس له وجود على أرض الواقع، ففي الأيام الأولى للثورة حين كان يوجه خطابه للداخل الليبي، كان يتساءل باستعلاء شديد: (من أنتم؟) ويصف المحتجين بالجرذان والقطط ويتهمهم بتعاطي حبوب الهلوسة، وفي هذه الأيام حين بدأ بتوجيه خطاباته للخارج لم يتحدث إطلاقا عن الشعب أو الإصلاح السياسي أو الحوار، بل عن الأضرار التي يمكن أن تلحق بالغرب وإسرائيل إذا ما غادر الحكم .. فهل ثمة صفقة أكثر فجورا من هذه؟!.
كم هي مسكينة الشعوب العربية وسيئة الحظ، فقبل خمسين عاما عطلت الديكتاتوريات العسكرية الحياة الديمقراطية وأهملت التنمية وسحقت الإنسان تحت ذريعة انشغال الأنظمة بمواجهة الصهيونية والإمبريالية، فأصبحت أبسط الحقوق مسلوبة تحت شعار: (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، وحين اكتشفت هذه الشعوب المقهورة أنه لا توجد معركة ولا بطيخ وانطلقت تطالب بحقوقها، وجدت أن الطغاة هم أول من يهرول باتجاه الإمبريالية والصهيونية من أجل الحفاظ على الكراسي بأي ثمن كان، والمثير أنه في الحالتين لم يفكر الطاغية أبدا في محاورة الشعب لأنه ببساطة لا يراه!.
*نقلا عن "عكاظ" السعوديةقبل حدوث زلزال اليابان بساعات كان القذافي يحاول إنقاذ سفينته المحطمة من الغرق عبر استجداء الغرب أو ابتزازه بطريقة مزرية، فتارة يحذر العالم من أن سقوطه يشكل خطرا على إسرائيل وكأنه يقول: (اعتقوني حفاظا على إسرائيل)!، وتارة يهدد بأنه سيفضح حكاية تمويله حملة الرئيس الفرنسي في الانتخابات، وكأنه يقول: (كلنا شركاء في القذارة)!، كان مشتت الذهن وفاقدا للتركيز بسبب تركيز المجتمع الدولي عليه، ولكن جاءت اللحظة الذهبية التي فقد فيها العالم تركيزه وتشتت ذهنه بسبب زلزال اليابان وإعصار تسونامي، وأظن القذافي سوف يستغل هذه الفرصة أسوأ استغلال ويركز جيدا لأول مرة في تاريخه!.
القذافي صورة نموذجية للمستبد العربي فهو غير معني إطلاقا بالداخل قدر عنايته بالخارج، ولا تهمه ردود فعل الشارع المحلي عنايته بردود الفعل الدولية وتحديدا الغربية، فهو لا يشعر أن المشكلة موجودة في ليبيا بل في العالم الخارجي الذي يعترض على ما يحدث في ليبيا، لذلك ما إن حملت وكالات الأنباء أخبار زلزال اليابان والمخاوف من إعصار تسونامي حتى صرخ: (دقت ساعة العمل .. دقت ساعة الانتصار .. إلى الأمام .. إلى الأمام)!.
ولكن القمع ــ مهما بلغت وحشيته ــ لن يحل المشكلة، بل سوف يعقدها أكثر فأكثر، خصوصا أن المشكلة في الأساس لم تنبع من الضغوط الدولية بل جاءت بسبب الجدار الحديدي الذي يفصل بين الحاكم الديكتاتور وشعبه، حيث يستحيل على أي نظام سياسي في العالم أن يحافظ على استقراره ما لم يكن يستمد قوته من شعبه.
ومن يتابع خطابات القذافي منذ اندلاع الثورة الليبية يلاحظ أنه لايرى ذلك الشيء الذي يسمونه (الشعب)، فهو بالنسبة له كيان مجازي ليس له وجود على أرض الواقع، ففي الأيام الأولى للثورة حين كان يوجه خطابه للداخل الليبي، كان يتساءل باستعلاء شديد: (من أنتم؟) ويصف المحتجين بالجرذان والقطط ويتهمهم بتعاطي حبوب الهلوسة، وفي هذه الأيام حين بدأ بتوجيه خطاباته للخارج لم يتحدث إطلاقا عن الشعب أو الإصلاح السياسي أو الحوار، بل عن الأضرار التي يمكن أن تلحق بالغرب وإسرائيل إذا ما غادر الحكم .. فهل ثمة صفقة أكثر فجورا من هذه؟!.
كم هي مسكينة الشعوب العربية وسيئة الحظ، فقبل خمسين عاما عطلت الديكتاتوريات العسكرية الحياة الديمقراطية وأهملت التنمية وسحقت الإنسان تحت ذريعة انشغال الأنظمة بمواجهة الصهيونية والإمبريالية، فأصبحت أبسط الحقوق مسلوبة تحت شعار: (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، وحين اكتشفت هذه الشعوب المقهورة أنه لا توجد معركة ولا بطيخ وانطلقت تطالب بحقوقها، وجدت أن الطغاة هم أول من يهرول باتجاه الإمبريالية والصهيونية من أجل الحفاظ على الكراسي بأي ثمن كان، والمثير أنه في الحالتين لم يفكر الطاغية أبدا في محاورة الشعب لأنه ببساطة لا يراه!.
by Ahmedssalm Ahmedou Ahmed Salem on Tuesday, 18 January 2011 at 01:35
شكراالبوعزيزي
احمدو ولد احمد سالم |
الشاب الذي احرق نفسه في اواسط الشهر الماضي احرق معه اخر اوراق الديكتاتور الهارب بن علي .
لقد بدأت الاحتجاجات في كل شبر من اراضي تونس الخضراء من سيدي بوزيد الى بنقردان الى تاله الى القصرين الى جندوبه .......
الكل ناضل وبذل كل ما يملك من اجل ان يتنفس الحرية الخالصة التي لا ينغصها النظام البائد بامنه ومخابراته ومنافقيه .فلنقف وقفة اجلال واكبار لأولئك الشباب الذين ضحوا بدمائهم الزكية وسقطوا في ساحة الشرف راسمين بذلك اروع لوحة للحرية ليس في تونس فقط بل في كل البلدان العربية التي ترزح تحت الطغيان وتتجرع في كل يوم مرارة الذل و الهوان
شكرا لشعب تونس البطل المثابر الصبور لقد اعطانا درسا في الثبات والنخوة و الأصالة لقد كافح حتى النهاية واتتصر بسلاح الحق الذي يحمله
لقد راوغ الديكتاتور في أواخر ايامه هدد أولا وتوعد ثانيا ووعد ثالثا وهرب أخيرا تاركا البلد الذي كرس حياته لتدجينه وترويع اهله بالنار والحديد
خرج حاسرا راسه لا يلوي على شيئ بعد ان تخلى عنه اولياء نعمته وتركوه في مهب الريح
عندما قال ابو القاسم الشابي ذات يوم: اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
فكانه يعني ثورة تونس اليوم فقد ارادوا حقا الحياة بماتعنيه الكلمة من معنى, وهم يستحقون منا التقدير و الاشادة و الثناء و المديح يستحقون اغلى الاوسمة وميداليات الشرف
لقد خرج أخيرا شعب يثور و ينتفض.
فلتأخذوا العبر يا قادة العرب فالثورة قادمة لامحالة ,كفى استهتارا بمقدرات الأمة كفى طغيانا وظلما لقد سئمنامن احاديثكم المقرفة واياديكم الباطشة, و نظامكم الفاسد ،أما ان لكم ان تنتبهوا من غفلتكم وسكركم
لقد عثتم فسادا بالبلادوأحرقتم الأخضر واليابس ونهبتم كل الخزائن وشردتم المعارضين و المعارضات
ستنتقل العدوى البوعزيزية الى حصونكم قريبا يا اصحاب السمو و الجلالىة ويا ايها الجنرالات والباشوات اصحاب النياشين المزركشة زالأفكار الرثة والباهتة.
لقد سئل طفل في أحد الأيام أمه ,وكان أرعنا خاملا و كسولا,قائلا لهل:أمي هل يمكن أن أصبح في يكم ما زعيما عربي تصفق له الأيادي وتهتف به الحناجر,قالت له نعم فكل المواصفات تتوفر فيك فأنت جبان وكسول وأرعن وسارق ومحتال وظالم.
أما وإن الشعب قد إنتصر في تونس ,فالثورة قادمة إن شاء الله, والطريق أصبح سالكا لإزاحة ماتبقى من أصنام بقيت جاثمة على صدورنا لعشرات السنين.
احمدوولد احمدسالم
إعادة شحن الرصيد
الكاتب
Sun, 13/03/2011 - 08:05
أضم صوتى إلى صوت بلال فضل، الصديق المبدع الوطنى عن حق وعن ذكاء، فيما ذهب إليه فى مقالتيه الأخيرتين فى هذه الجريدة بشأن أعز مؤسسة فى هذا البلد على قلوب المصريين: الجيش. فى أولاهما حذر من ضرب إسفين بين الجيش والشعب، وفى ثانيتهما استدعى من الذاكرة الباطنة - ربما دون إدراك - قلب الرائع الراحل الخالد، محمود عوض، العامر بموفور الوطنية الذكية والحب والاحترام لجنود مصر. تلك الوطنية الذكية وذلك الحب والاحترام الذى لا يمنعه أى منها من جرأة المشى على الخط الرفيع.. من أن يدرك ذلك الفارق الكبير بين الحب الأعمى والحب الذكى.. من أن يقول كلمة الحق لوجه الله ولمصلحة الوطن.
إن كان فى جعبتى ما يمكن أن أضيفه فإن كواليس أغرب لقاء تليفزيونى أجريته تقفز إلى المقدمة. كان ذلك يوم الأربعاء بينما كنت أستعد لمغادرة المنزل فى طريقى إلى مقر قناة «أون. تى. فى» من أجل اللقاء الخاص مع الدكتور محمد البرادعى. خرجت من الحمام فوجدت 21 «ميسد كول» من مدير القناة، ألبرت شفيق، و10 «ماسيجات» منه ومن آخرين: «إنت فييييين! عصام شرف عايزك حااااااااالاً».
كانت ثلاث ساعات لا أكثر تفصلنى عن لقاء البرادعى، وكان فريق التصوير قد سبقنى إلى مقر رئاسة مجلس الوزراء، وكانت حركة المرور فى منتهى البطء. عندما وصلت أخيراً أدخلونى إلى مكتبه الخاص فوجدته يترك مقعده ويهرول لاستقبالى بالقبلات قبل أن يدعونى إلى الجلوس لا أمام مكتبه، بل فى الصالون الملحق الذى يستقبل فيه كبار الضيوف. اللهم اجعله «خير».
«أنا محتاج كل الشرفاء والوطنيين يقفوا جنبى»، هكذا بدأ رئيس الوزراء الذى - إلى جانب الإرهاق الواضح - تبدو الآن على وجهه لمحة من الشغف المشوب بالقلق. ثم استمر الرجل الذى وصل إلى هذه الغرفة أصلاً على أسنة رماح الثورة، محمولاً على الأعناق فى حديث يفيض صدقاً عن المخاطر التى تحدق بالبلد فى هذه اللحظة الفارقة، وهو ما وجد صدى فى نفسى نادراً ما أجده داخلى أثناء لقاءاتى بالمسؤولين. لكن هذا الاكتشاف اكتسب بعداً جديداً عندما دخل إلينا أحد معاونيه كى يقول: «اطمن يافندم، ميدان التحرير خلاص بقى جنينة خضرا».
من الواضح إذن أن قراراً كان قد اتخذ على أعلى مستوى بالدفع فى اتجاه عودة الحياة فى مصر إلى شىء من الطبيعية، يرفع شعار «مجابهة الثورة المضادة» التى وصفها بالمنظمة والممنهجة، وهو ما نريده جميعاً على أى حال حتى وإن اختلفنا على طريقة التطبيق. وكما أملى علىّ ضميرى قلت له إن أى إعلامى شريف لن يستطيع تبنى هذا الخط إلا إذا اقترن بإعلان صريح - أيضاً من أعلى مستوى - عن أن هذا المنهج الجديد لا يخاطر بوأد الثورة، بل إنه يقترن بحزمة واضحة المعالم من الإجراءات العملية المطمئنة.
ويدعونا ضميرنا الآن إلى القول إن هذا لم يحدث بعد، بل إنه اقترن بمجموعة من الحوادث يصب بنا بعضها فى الاتجاه الآخر، من أبرزها القبض على مواطنين شرفاء ووصفهم بالبلطجية فيما نتمنى أن يكون خطأ غير مقصود، وشهادات عن سوء معاملة تدعو إلى قلق شديد.
وحتى إذا سلمنا بأن ذلك خطأ غير مقصود فإن البطء فى معالجته يزيد القلق شدة ويبدأ فى الاقتراب مما لا نريد له أن يقترب منه، وهو هذا الرصيد الرائع من الحب والاحترام المتبادلين بين الشعب وجيشه. عندئذ لن تحتاج قوى الظلام من فلول النظام ومأجوريها ومنتفعيها والمتحالفين معها من الداخل ومن الخارج إلى أن تبذل الكثير من الجهد كى تشرخ العمود الفقرى لمصر فى هذه اللحظة الفاصلة وكى تعود بنا جميعاً إلى أسوأ مما كنا فيه قبل الثورة.
نضيف إلى هذا التحدى تحدياً آخر عاجلاً، فنحن الآن على بعد أيام معدودة مما لايزال يقال لنا إنه يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية رغم أن استطلاعاً للرأى أجراه مجلس الوزراء نفسه يشير إلى أن نحو 60% من الشعب يرفضونها مثلما يرفضها أبرز مرشحى الرئاسة ومعهم مئات الآلاف على الشبكات الاجتماعية. لماذا إذن لا يبادر أحد بنزع هذه الشوكة الخانقة من حلاقيمنا فى الوقت الذى يراد منا فيه أن نعود إلى حياتنا الطبيعية؟
شىء ما لابد له من أن يحدث، ولابد له من أن يحدث سريعاً.
إن كان فى جعبتى ما يمكن أن أضيفه فإن كواليس أغرب لقاء تليفزيونى أجريته تقفز إلى المقدمة. كان ذلك يوم الأربعاء بينما كنت أستعد لمغادرة المنزل فى طريقى إلى مقر قناة «أون. تى. فى» من أجل اللقاء الخاص مع الدكتور محمد البرادعى. خرجت من الحمام فوجدت 21 «ميسد كول» من مدير القناة، ألبرت شفيق، و10 «ماسيجات» منه ومن آخرين: «إنت فييييين! عصام شرف عايزك حااااااااالاً».
كانت ثلاث ساعات لا أكثر تفصلنى عن لقاء البرادعى، وكان فريق التصوير قد سبقنى إلى مقر رئاسة مجلس الوزراء، وكانت حركة المرور فى منتهى البطء. عندما وصلت أخيراً أدخلونى إلى مكتبه الخاص فوجدته يترك مقعده ويهرول لاستقبالى بالقبلات قبل أن يدعونى إلى الجلوس لا أمام مكتبه، بل فى الصالون الملحق الذى يستقبل فيه كبار الضيوف. اللهم اجعله «خير».
«أنا محتاج كل الشرفاء والوطنيين يقفوا جنبى»، هكذا بدأ رئيس الوزراء الذى - إلى جانب الإرهاق الواضح - تبدو الآن على وجهه لمحة من الشغف المشوب بالقلق. ثم استمر الرجل الذى وصل إلى هذه الغرفة أصلاً على أسنة رماح الثورة، محمولاً على الأعناق فى حديث يفيض صدقاً عن المخاطر التى تحدق بالبلد فى هذه اللحظة الفارقة، وهو ما وجد صدى فى نفسى نادراً ما أجده داخلى أثناء لقاءاتى بالمسؤولين. لكن هذا الاكتشاف اكتسب بعداً جديداً عندما دخل إلينا أحد معاونيه كى يقول: «اطمن يافندم، ميدان التحرير خلاص بقى جنينة خضرا».
من الواضح إذن أن قراراً كان قد اتخذ على أعلى مستوى بالدفع فى اتجاه عودة الحياة فى مصر إلى شىء من الطبيعية، يرفع شعار «مجابهة الثورة المضادة» التى وصفها بالمنظمة والممنهجة، وهو ما نريده جميعاً على أى حال حتى وإن اختلفنا على طريقة التطبيق. وكما أملى علىّ ضميرى قلت له إن أى إعلامى شريف لن يستطيع تبنى هذا الخط إلا إذا اقترن بإعلان صريح - أيضاً من أعلى مستوى - عن أن هذا المنهج الجديد لا يخاطر بوأد الثورة، بل إنه يقترن بحزمة واضحة المعالم من الإجراءات العملية المطمئنة.
ويدعونا ضميرنا الآن إلى القول إن هذا لم يحدث بعد، بل إنه اقترن بمجموعة من الحوادث يصب بنا بعضها فى الاتجاه الآخر، من أبرزها القبض على مواطنين شرفاء ووصفهم بالبلطجية فيما نتمنى أن يكون خطأ غير مقصود، وشهادات عن سوء معاملة تدعو إلى قلق شديد.
وحتى إذا سلمنا بأن ذلك خطأ غير مقصود فإن البطء فى معالجته يزيد القلق شدة ويبدأ فى الاقتراب مما لا نريد له أن يقترب منه، وهو هذا الرصيد الرائع من الحب والاحترام المتبادلين بين الشعب وجيشه. عندئذ لن تحتاج قوى الظلام من فلول النظام ومأجوريها ومنتفعيها والمتحالفين معها من الداخل ومن الخارج إلى أن تبذل الكثير من الجهد كى تشرخ العمود الفقرى لمصر فى هذه اللحظة الفاصلة وكى تعود بنا جميعاً إلى أسوأ مما كنا فيه قبل الثورة.
نضيف إلى هذا التحدى تحدياً آخر عاجلاً، فنحن الآن على بعد أيام معدودة مما لايزال يقال لنا إنه يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية رغم أن استطلاعاً للرأى أجراه مجلس الوزراء نفسه يشير إلى أن نحو 60% من الشعب يرفضونها مثلما يرفضها أبرز مرشحى الرئاسة ومعهم مئات الآلاف على الشبكات الاجتماعية. لماذا إذن لا يبادر أحد بنزع هذه الشوكة الخانقة من حلاقيمنا فى الوقت الذى يراد منا فيه أن نعود إلى حياتنا الطبيعية؟
شىء ما لابد له من أن يحدث، ولابد له من أن يحدث سريعاً.