بحث هذه المدونة الإلكترونية
لرياضة: شالكه الالماني وبرشلونة الاسباني يتأهلان الى دوري الثمانية لدوري ابطال اوروبا
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
السبت، 19 مارس 2011
بعض الصور من مظاهرات شباب 25 فبراير في انواكشوط الجمعة 18 مارس 2011
رجال دين يفرضون رسوما على مرتادي محاضراتهم
تحمل الكوارث الطبيعية
في ثناياها القليل من الفوائد. ومقتنص الفرص الناجح
هو الشخص الذي يرى في هذه الكوارث وسيلة للشهرة ولتعزيز حساباته البنكية.
ويأتي وعاظ الدين في قائمة المستفيدين من ترويج فكرة نهاية وشيكة للعالم. فهؤلاء احتلوا مساحات واسعة من شاشات التلفزة مع حلول الكارثة الهائلة على اليابان، مستندين في تحاليلهم إلى نبوءات الكتب المقدسة. وقد يستفيضون في إضفاء الطابع الديني على تفسير الاضطرابات السياسية، وارتفاع أسعار النفط، والحروب الأهلية.
نمو كبير في التنبؤات
وشهدت الصفحة المخصصة لتنبؤات اقتراب نهاية العالم على موقع RaptureReady.com نموا كبيرا في عدد الزوار خلال الربع الأول من عام 2011. وبدأت دار النشر "تيندال هاوس" تكثيف خططها لطبعات جديدة من سلسلة روايات "المتروكون" التي تروّج أفكارا عن أن أحلك فترات التاريخ ظلاماً على وشك المجيء. وتتألف السلسلة من 16 رواية عن كيفية التعامل مع التنبؤات حول نهاية العالم، وباعت أكثر من 65 مليون نسخة.
وقال نائب الرئيس للمبيعات في "تيندال هاوس" ديفيد أندرودي "إن الطبعات الجديدة تتميز بأغلفة وعناوين جديدة تعكس أحدث المتغيرات في العالم، ومن العنوانين الحديثة: هل نعيش نهاية العالم؟".
ويربط المؤلف المشارك للسلسلة تيم لاهاي بين الكوارث في اليابان وتنبؤات الكتاب المقدس، مشيرا إلى أن "الإنجيل يخبرنا بأن واحدة من علامات الأيام الأخيرة للحياة هي زيادة نشاط وشدة الزلزال".
واكتسبت مبيعات كتاب "الإمام الثاني عشر" للمؤلف جويل روزنبرغ زخما مرة أخرى بعد الإصدار الأول في نهاية العام الماضي"، واللافت أن بطاقات لحضور ندوة في القدس لروزنبرغ الذي تتركز كتاباته على التبشير بظهور علامات نهاية العالم، نفدت قبل شهرين من موعد الحدث.
حماس بين القساوسة الأمريكيين
ودب الحماس بين القساوسة الأمريكيين بعد زلزال اليابان على غرار ما أصابهم بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر، ورأى البعض منهم أن الزلزال كان تمهيدا لعودة المسيح إلى الأرض، ومن شأنه أن يؤدي إلى نهاية العالم. وشهد الموقع الإلكتروني للقس جون هاجي من سان انطونيو بولاية تكساس إقبالا كثيفا من قبل متصفحي الإنترنت، الأمر الذي سمح له بالترويج لأفكاره، وإضافة وصلات لشراء كتبه ومنشوراته وحلقاته الدراسية، منها رابط لشراء "دي في دي" حمل اسم "هرمجدون المالية" بقيمة 12 دولارا، ورابط لتسجيل حضور حلقة دراسية في سكرامنتو في نيسان/أبريل مقابل 10 دولارات.
وهاجي هو أحد كبار قساوسة كنيسة كورنرستون التي يبلغ عدد مرتاديها الدائمين 19 ألف شخص. وينشط في نشر العظات الدينية التي تتطرق إلى التطورات التي يشهدها العالم حاليا، وآخرها كانت تتعلق بالانتفاضة في مصر، وتضمنت العبارات التالية "كونوا على أهبة الاستعداد! كوكب الأرض على وشك أن يصبح ملعبا لأعداء المسيح والنظام العالمي الجديد. احذروا ظهور المسيح الدجال في أوروبا في أي وقت ممكن، صلوا!".
ويؤمن بعض المسيحيين أن عودة السيد المسيح مقدمة لنهاية العالم. ويقول أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة ولاية أوريغون دانيال وجسيك، مؤلف كتاب "نهاية العالم كما نعرفه: الايمان، والايمان بالقضاء والقدر، ونهاية العالم في أمريكا"، إن الاهتمام الحالي في نهاية العالم أصبح نمطا.
إشارات إلهية إلى نهاية العالم
ويضيف أن "الصراع أو الاضطراب في الشرق الأوسط و انتشار الموت والدمار هي إشارات إلهية إلى نهاية العالم". ويلفت إلى أن "القوة المتزايدة للانترنت تتيح نشر المعتقدات المدمرة والأفكار المروعة في كل مكان".
ومن المعروف أن صاحب الفضل لأفكار وجسيك هو زميله هارولد كامبينغ، الذي تنبأ منذ عدة سنوات بارتقاء المسيحيين الصالحين إلى الجنة في 21 مايو/أيار 2011، على أن يتم تدمير العالم يوم 21 أكتوبر 2011. لكن كامبينغ لا يتقاضى أي مبلغ مقابل توقعاته المنشورة على موقعه، ويمكن تحميل جميع المواد المتوافرة على الموقع مجانا.
الخدمة المجانية ليست لها مكان في قاموس مؤسس موقع RaptureReady.com تود ستراندبرغ الذي أكد زيادة عدد زوار موقعه بنسبة 20% خلال الشهرين الماضيين. وعزا نجاح موقعه إلى أنه يبرع في قطع الفاكهة التي تقع في طريقه، وحاليا هي نشر معتقدات نهاية العالم.
الجمعة، 18 مارس 2011
صورة من مظاهرة اليوم في انواكشوط لشباب 25 فبراير
مقال يحي ولدحامدن الانسان
أصبت بالذهول، مثل غيري من الموريتانيين، وأنا أسمع نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور يحي ولد حامدن، الأكاديمي الموريتاني الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا فجر يوم الجمعة 2011/11/03 في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس.
ورغم أن خسارة رجل من هذا العيار هي، دون أدنى شك، خسارة أكاديمية كبيرة ليس بالنسبة لموريتانيا فحسب بل للعالم كله، فإنني ارتأيت في هذا المقال التأبيني المقتضب أن أتناول جانبا من حياة الرجل الإنسان وليس الأكاديمي وذلك لسببين
:
الأول: أن هذا الجانب من حياة الرجل لم يتح للكثيرين التعرف عليه.
الثاني: أنني لم أعرف المرحوم يحيى أكاديميا ولا باحثا ولكن إنسانا بمعنى الكلمة.
بدأت صداقتي، إن جاز أن أطلق هذا اللفظ على العلاقة التي ربطتني بالمرحوم يحيى في 1999م عندما كنت أتردد على مقر الاتحادية الموريتانية للشطرنج. صداقة جمعت بين شاب يبلغ من العمر 17 عاما يتلمس طريقه ويحاول جاهدا أن يفتح عينيه على الدنيا وابن عمه الذي تجاوز الخمسين من العمر، وبلغ من الشهرة والمجد ما بلغ، بين طالب الثانوية وعالم الرياضيات، بين هاوي الشطرنج واللاعب المحترف. حواجز كثيرة كانت تستطيع أن تقف في وجه تلك الصداقة. لكن كل تلك الجواجز لم تكن تعني شيئا في قاموس يحيى ولد حامدن الإنسان.
أثناء ترددي على مقر الاتحادية الموريتانية للشطرنج، أثار انتباهي ذلك الرجل الأنيق المتواضع الذي يوزع ابتسامته على الجميع ويناديه أصحابه بـ (الدكتور).
وبعد شهر، اكتشفت أن الدكتور هو نفسه يحي ولد حامدن الذي سمعت عن عبقريته وبحوثه وتمسكه بأصالته رغم أنه يعيش في فرنسا منذ عقود
. رأيت فيه الحلم الذي يطمح إليه الشاب الموريتاني، تعلمت منه أسمى آيات التواضع والبساطة في التعامل مع الآخر، تعلمت منه كيف يكون المرء إنسانا قبل أن يكون أكاديميا أو باحثا. تعلمت منه أن قيمة الإنسان هي في إنسانيته وتعماله مع الآخرين مصداقا لقول الرسول (ص): "ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق"، وليست في شهاداته أو شهرته أو ما يُحصِّله من الأعراض الدنيوية التي لن ترافقه إلى القبر ورحلة الدار الآخرة.
لم أشعر يوما، وأنا أتعامل معه، أنني أمام ابن عمي ويجب أن تحكم علاقتنا أو-إن شئت قل صداقتنا- بمجموعة من البروتوكولات والتحفظات التي يمليها علينا المجتمع الذي ننتمي إليه.
طيلة سنوات حظيت برفقته لمدة ساعات يوميا، استمتعت بشخصية من الصعب أن تتكرر في هذا الزمان. مزيج بين محظري أصيل ومثقف متحضر منفتح على الآخر: يحاضر في الفقه ويعرف بالتفاصيل الموسيقى الأوروبية التقليدية كسمفونيات بتهوفن ومعزوفات موزارت والمدارس الفنية في الرسم ويستشهد بالشعر وأيام العرب. يساعد الآخر ويحتضنه في كنفه ويرشده بتواضع من دون أن يشعر الطرف الآخر بذلك ودون أن ينتظر هو مقابلا.
صداقة افتخرت بها ومازلت وأعتبر نفسي من المحظوظين الذين وضعتهم أقدارهم في طريق يحي ولد حامدن الإنسان وليس الأكاديمي ولا الباحث.
Echec et mate (الشيخ مات) عبارة رددناها دائما في جو من المرح لكننا اليوم نعيشها في جو من الحسرة على فراق الشيخ والصديق الذي سكن قلوب كل من عرفه عن قرب ولم يخرج منها بعد وفاته.
كان زاهدا في الدنيا ولم تغره ملذاتها الزائلة. يترك لهو الحياة ومتاعها في عاصمة الأنوار وصخبها ليعود إلى خيمة هادئة في أحضان البادية الموريتانية ويوزع ما شاء الله له أن يجمع من متاع الدنيا الفانية على الأرامل والأيتام فيخفي ما ينفق بيمينه حتى لا تعلمه شماله.
أخبرني بعض من أثق بهم أنه عندما كلفه نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد الطايع بتنظيم أول منتدى للباحثين الموريتانيين في الخارج، سلمت له الأموال بتوجيهات من الرئيس في أكياس من الخزينة العامة للدولة. ولم يطلب منه حتى مجرد التوقيع على ورقة استلامها وخولت له مطلق الصلاحيات في التصرف بها. ورغم ذلك اشترط وضعها في حساب مصرفي وتعيين شخص من قبل الحكومة ليوقع معه على كل المصروفات.
يومها، أصيب الخريجون من مدرسة "التفكريش" بالذهول. وتساءلوا: كيف يستطيع هذا الرجل أن يأتيه رزق فيرفضه؟ لكن يحيى كان يعرف أن لحظة الحساب ستحين لا محالة. وعندما انتهى الملتقى، أصر يحيى على إعادة الأموال التي بقيت بحوزته إلى خزينة الدولة.
في آخر اتصال هاتفي له مع صديقه إبراهيم ولد همام ليطمئن على حاله بعد إصابته بوعكة صحية بسيطة قال له يحيى: apparemment c’est grave. لقد اضطررت لاستعمالun antibiotique . ولربما كان، رحمه الله، يعلم أنه بكلماته تلك ينعى نفسه لأصدقائه الذين عرفوه عن قرب. وتلك، لعمري، ميزة أخرى تضاف ليمزات يحيى الإنسان التي لا يستطيع مقال مقتضب أن يحيط بها. وما ذلك بغريب على سليل العلامة والمؤرخ والفقيه المختار ولد حامدن ومحنض باب ولد اعبيد رحمهم الله جميعا.
شيخنا ولد محمد الأمين
مجلس الامن الدولي يوافق على قرار بشأن فرض حظر جوي على ليبيا
وافق مجلس الامن الدولي فجر الجمعة 18-3-2011 على مشروع قرار يقضي بفرض حظر جوي فوق ليبيا، تمت الموافقة على القرار الذي تقدمت به كل من فرنسا وبريطانيا والمجموعة العربية، بأغلبية عشرة أصوات مقابل امتناع خمسة أعضاء عن التصويت منها روسيا والصين وألمانيا.
ويسمح القرار بتنفيذ ضربات جوية ضد ليبيا لمنع القذافي من استخدام الطيران ضد المدنيين. وأعلن وزير خارجية فرنسا الان جوبيه أن التحرك سيبدأ خلال ساعات.
من جانبها أعلنت إيطاليا أنها مستعدة لوضع قواعدها الجوية لخدمة تطبيق الحظر الجوي.
وفور الموافقة على القرار أطلق ليبيون في مدينة الزنتان الواقعة غرب البلاد النار ابتهاجا بالقرار الدولي.كما احتشد آلاف في مدينة بنغازي وعبروا عن سعادتهم بالقرار، الذي يطلب الحماية للمدنيين، خاصة في المدينة.
وفي أول رد فعل رسمي من النظام الليبي ، استخف النظام بالقرار وقال إنه لايستحق الورق الذي كتب عليه.
وكانت العربية قد حصلت على نسخة من مسودة لمشروع القرار تتضمن فرض حظر طيران فوق ليبيا وسيسمح للدول العربية وغيرها بالتعاون مع الأمم المتحدة بحماية المدنيين بما في ذلك في مدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة.
ويتضمن القرار ااتخاذ كل الاجراءات الضرورية، لحماية المدنيين والمناطق السكنية المدنية التي تواجه تهديدا في ليبيا بما في ذلك بنغازي، ويستبعد إرسال قوة احتلال.
ويشدد على حظر السفر للزعيم الليبي معمر وأبنائه والمقربين منه وتجميد ممتلكاتهم، وينادي بوقف العنف ويحذر من أي أعمال عنف ضد مدنيين سيتم اعتبارها جرائم ضد الإنسانية.
وذكرت مصادر في الامم المتحدة ودبلوماسيون فرنسيون أنه سيكون من الممكن شن غارات محددة الأهداف اعتبارا من ليل الخميس/ الجمعة 17-3-2011 على مواقع للجيش الليبي بمجرد الحصول على موافقة من الامم المتحدة باستخدام القوة.
وقبيل ساعات من القرار المنتظر قالت مصر الخميس 17-3-2011 إنها لن تشارك في أي تدخل عسكري في ليبيا.
وقالت منحة باخوم المتحدثة باسم وزارة الخارجية المصرية لرويترز، إن مصر لن تكون من بين الدول العربية التي قد تشارك في عمل عسكري في ليبيا.
وكانت باخوم ترد على تعليقات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي زارت مصر قبل توجهها الى تونس حيث تحدثت عن دور عربي محتمل. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن اي تدخل يمكن ان يشمل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ودولة عربية أوأكثر.
الخميس، 17 مارس 2011
عبود الزمر:السادات لم يكن وحده المستهدف في حادثة المنصة
قال القيادى الجهادى عبود الزمر المكنى بـ"أبو عبيدة"، الذى قضى فى السجن 30 عاماً على ذمة قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات؛ إنه ورفاقه قرروا الخروج على الرئيس الراحل أنور السادات والانقلاب عليه، بعدما أفتى عدد من العلماء بخروجه عن الملة.
وكشف الزمر، ضابط المخابرات الحربية السابق، لصحيفة "الشروق" المصرية في عددها الصادر الأربعاء 16-3-2011، أن عدداً من العلماء أجازوا لهم الخروج على السادات، وفى مقدمهم الشيخ ابن باز والدكتور عمر عبدالرحمن والشيخ صلاح أبو إسماعيل، مضيفاً: "هنا جاء دورى كرجل عسكرى للتدخل وتنفيذ هذا الخروج وفق معطيات الواقع".
وأكد الزمر أن "عملية الاغتيال لم تكن تستهدف السادات بعينه، بل كل الموجودين على المنصة، بدليل أن المنفذين استخدموا القنابل اليدوية وليس الرصاص"، على حد قوله.
وأشار إلى أنه لم يكن موافقاً على التنفيذ فى هذا التوقيت، وقال: "لو كنا نريد التخلص من السادات قبل المنصة لفعلنا، فأحد أفراد الحراسة على مقر السادات كان من رجالنا، ولو كلفناه لأطلق عليه النار من على بعد 20 متراً".
وأكد الزمر أن سياسات السادات الخاطئة داخلياً وخارجياً سرعت في عملية اغتياله، حيث تحدث عن استهانته وسخريته المتواصلة من العلماء وإهانته للزى الإسلامى، وتوقيعه لاتفاقية كامب ديفيد بشكل منفرد, و"كأنه أخذ التوكيل من الأمة العربية والإسلامية"، على حد تعبيره.
وعن المرحلة المقبلة، قال الزمر: "سيتم إطلاق حزب سياسى يعبر عن تنظيم الجهاد يضم قيادات التنظيم وكوادره وعدداً من أعضاء التيار السلفى، هذا بالإضافة إلى الحزب الذى أعلنت الجماعة الإسلامية عن تأسيسه".
واعتبر الزمر أن ثورة الشعب المدنية ليست وحدها كفيلة بتغيير أو سقوط النظام، وأشار إلى أن ثورة 25 يناير لم تكن سلمية فقط، بل استخدمت فيها القوة، والتحق الجيش لدعم الثورة, مشيراً إلى أن تلك القوة كان من الممكن أن يستخدمها مبارك ضد الثوار، لكنها رفضت وانحازت للناس.
الأربعاء، 16 مارس 2011
سيف الإسلام القذافي: القضاء على المعارضة خلال يومين
باريس (رويترز) - قال سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي لقناة تلفزيون يورو نيوز ومقرها فرنسا يوم الاربعاء إن القوات الليبية تقترب من معقل المعارضة المسلحة في بنغازي وان كل شيء سينتهي خلال 48 ساعة.
وسئل ابن القذافي عن المناقشات الجارية في المحافل الدولية عن فرض حظر جوي قال ان العمليات العسكرية انتهت وان كل شيء سينتهي خلال 48 ساعة. واعلن ان القوات الليبية اصبحت قريبة من بنغازي وان اي قرار سيتخذ سيكون متأخرا.
صحيفة تقدمي تنشر تفلصيل المحاولة الإنقلابية الفاشلة لعام1981
6 مارس 1981 (الحلقة الأولى) |
الثلاثاء، 15 مارس 2011
نهاية الجيش الموريتاني/ أبو العباس ولد برهام
في صيف 2008، انتهى الجيش الموريتاني كرمز للوحدة الوطنية وترجل، تقوده فئة من خارج الأركان العليا، إلى ساحة المعركة السياسية وأخذ مواقعه متخندقا مع طرف ضد آخر. تخلى عن تعاليه. شهد ذالك الصيف أول مرة في تاريخ البلاد لا يسفر فيها الانقلاب عن تجاوز الصراع السياسي القائم إلى آخر جديد بل يتم فيه تكريس الأزمة. تحول الجيش الجمهوري إلى حزب سياسي و حدد موقفه السياسي من الخريطة القائمة. في الأيام اللاحقة ناور الجيش سياسيا في ترجيح كفة سياسية ضد أخرى بالقوة والمال والتحالفات الميكيافلية فقط ليؤكد طرفيته وسياسيته. اليوم تماهي قطاعات واسعة من المجتمع نفسها مع مشروع معاد للجيش. اليوم يثير الجيش الموريتاني قلق شرائح عريضة بدل أن يحسها بالدفء والحماية. اليوم يعرف الجميع أنه لو لم يوجد هذا الجيش لما كانت هنالك أزمة سياسية أبدا. اليوم لم يعد عاقل يشكك في أن هذا الجيش عائق أمام الدمقرطة والتنمية؛ واليوم، على عكس كل العالم، يتمنى الكثير هنا لو لم يكن هنالك جيش أبدا. -2- عندما ينتشر الجيش في السياسة تنتهي المحددات المدنية للدولة. في كل المخيال الإنساني هنالك خوف على الحياة المدنية من "الجيش": في المخيال الديني هم ياجوج و ماجوج: ثكنة توجد في الثغر، تحفر بجد لانهاء الحياة المدنية. في الميتولوجيا هم العنقاوات والتنانين التي تنفث النار في أعقاب البشر المهرولين في كل الاتجاهات. ملحمة العمالقة الإغريقية تعلمنا أن المدينة ستكون ضحية الجيش. المدينة هي مكان أناس بسطاء ينظمون أمرهم (بشكل غير جيد طبعا، ولكنه ينظمونه على كل حال). ولكن ذات ليلة سيغزو المدينة جيش من المخلوقات الضخمة، كريهة المنظر والرائحة. حيوانات شريرة بشكل لا يصدق. سيندفعون محطمين المساكن والبيوت ويحرقون السنديان والبلوط، يكورون جلاميد الصخور ويدحرجونها بقوة في اتجاه البيوت الآمنة. عصر من عدم اليقين و الخوف سيسود بمقدم الجيش: نهاية النظام و التعقل والتمدن. -3- يحدث غزو الجيش للمدينة بانمساخ قيمي يحول العسكري من بطل إلى بهلوان. لننظر في قصتين رمزيتين من التاريخ القريب للضباط. 1-ذات مرة هنا كان هنالك ضابط يشحذ مديته لإنهاء الطاغوت العسكري-المتمدن الذي يجثم على صدر شعبه. أتذكرون؟ ظهر فجأة عندما اشتد الظلام واشرأبت الأعناق. ظهر من بين الغمام،عريض المنكبين، مفتول العضلات، وكان أملا في التغيير، الوحيد الذي جعل فرائص الشاه ترتعد. ذالك الضابط ماذا حل به؟ اكتفى فجأة بالفتات، و آوى بصمت إلى قعر مظلم وسكن فيه. اليوم يعرف كل أحد في هذه البقعة أن ذالك الضابط لم يعد يمثل أي حلم للثورة. انتهى في القعر. في الأسبوع الماضي جلس الضابط الأسطوري في وسط الإعلام الرسمي متحدثا باسم الأغلبية التي أراد يوما الثورة عليها ومهاجما المعارضة التي أتى لإحقاق برنامجها بالقوة بحجة الفوضى. اللغة حيوان زئبقي بشكل لا يمكننا تصوره: الانقلاب (لغويا يعني الفوضى) ليس فوضى: الفوضى هي الاحتجاج عليه. إن هذه القصة، قصة تحول مفهوم الفوضى، التي هيالوجه الآخر لتحول مهاجم الأغلبية إلى مدافع عنها وتحول الثوري إلى المداهن- التي هي نفسها أيضا قصة تحول الضامر الجلف إلى المكتنز الراقي- هي رمز لقصة كيف تحول الجيش من "حاميها لسارقها". هذه هي قصة كيف تحول المنكب إلى بطن. 2-مثل القصة أيضا هي قصة الضابط الآخر الذي دفع بالديمقراطية قدما عندما كان عقيدا ثم دفع بها أرضا عندما صار جنرالا: الجنرال الذي فتح مصيرا واعدا لبلده في 2005 ثم ألقى بكل البلد في قمامة الازدراء والسخرية بعد ثلاثة أعوام في قضية كرامة شخصية لا علاقة لها بالمسار الافتراضي لشعب يحترم نفسه. إن قصص تحول الأمل إلى يأس وانقلاب الثورة إلى غباوة هي اختصار سريع لقصة الجيش والسلطة في موريتانيا. -4- دعونا نختطف هذه العبارة من الباكستانيين بدافع الأحقية: "في جميع بلدان العام تمتلك الدولة جيشا أما عندنا فالجيش يمتلك دولة". وهنا عكس العالم حدث هذا الامتلاك نتيجة فشل دولة الحداثة وليس تحديثا لها. وفي تركيا و أميركا الجنوبية مثلا اضطلع الجيش بمهمة تحديث الدولة في إطار ديكتاتوري تغريبي (ولكن إعماري) وعادى الكيانات المعادية للحداثة بشكل متطرف أما هنا فكانت سيطرة الجيش عودة لما قبل دولة الحداثة حيث تأخذ السلطة بالغلبة، الذي هو مبدأ تبادل السلطة في الإمارات الموريتانية ما قبل الاستعمار (كان المبدأ يسمى في حينه بـ"الغدرة"). وترتبط تاريخية الانقلابات الموريتانية وترسخها في الوعي الجمعي لقرون بالدولة نفسها. وفي حقيقة الأمر فإن يوسف بن تاشفين قام بانقلاب على أبو بكر بن عامر (تسميه إحدى الموسوعات الغربية الجنرال أبوبكر). وإن نموذج "الغدرة"، عملية انتقال الإمارة في نظام السلطة عند "حسان" (الأرستقراطية العسكرية التي ورثت الجيش الموريتاني، لدواعي التخصص)، كان نسخة طبق الأصل من انقلابات الجيش الموريتاني "المجيد". -5- إن قصة الجيش هنا رهيبة بحق، وهي قصة الوحش الذي أناخ قرب مخيم الأسر البريئة ثم نصب نفسه حاميا للحريم و أصبح لا بد من تقديم قربان له كل يوم. وفي جميع العالم حدث تدخل للجيش في السلطة. بل وإن تاريخ الديمقراطية الحداثية هو تاريخ التحرر التدريجي من تدخل القوة والإكراه في السياسة. ولكن في هذه الأرض يصر الجيش وسياسيون محترمون أنه لا يمكن تداول السياسة دون استدعاء الجيش. -6- الأدهى أنه لا يمكن الحديث بغير الإشارات عن الوحش: القانون الموريتاني يحمي الجيش من الكلام و يمنع التعرض له حتى بالتحليل النقدي. و في مطلع التسعينيات استغرق الأمر من السلطة دروسا تكريرية لترسيخ هذه العادة: عشرات الجرائد صودرت بحجة التعرض لحرمة الجيش، وعشرات المواطنين سجنوا وحقق معهم بتهمة إضعاف معنويات الجيش. ولقد حول الرقيب الموريتاني الجيش الجبار إلى طفل هش النفسية يجب تكميم فم كل من يتحدث عنه نقدا حتى لا يموت كمدا. ومن ناحية أخرى هب عشرات المثقفين بالماركة العسكرية المسجلة إلى تمجيد حضور الجيش في السياسة بالحجج التقليدية: نظامية الجيش واحترافيته ووطنيته في مقابل فساد وفوضوية وعمالة السياسة المدنية. آلاف الأيدي المؤيدة صفقت لأعمال غبية لمجرد أن الجيش- الوطني نظريا- قام بها. ولقد سمحت حجج كهذه بتأمر التفاهة بأسوأ مما نعتقد. -7- لا يمكن هنا فهم تدخل الجيش في الدولة بأي منظور مقارن. في جميع العالم قفز الجيش للسلطة نتيجة تورط الدولة في صراع وجودي مع دول أخرى، وقفز الجيش لتولي الشأن الخارجي واختطافه من الحكومة. حدثت هذه القصة في جل إفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية. وسنفترض أن انقلاب 1978 كان في هذا الإطار (حرب الصحراء). وإن جزء من تراجع سيطرة العسكريين على السياسة في بقية دول العالم هو سيادة كيان أممي يضمن حل الأزمات بين الدول في شكل مقررات تفرض نفسها، إضافة إلى نهاية الحرب الباردة التي كانت تحفز الصراع بين الدول وبالتالي قفز العسكر إلى السلطة. مع نهاية ذالك الاحتدام العالمي ألقى كثير من العسكريين سلاحهم وعادوا إلى الثكنات أو تحولوا فجأة إلى مدنيين. هنا يعيش الجيش خارج التاريخ ويمعن قادته النظر في جرائد الصباح بحيث يهندسون انقلابا لدى أبسط خلاف بين الرئيس وأنصاره. -8- تغلغل الجيش في الجسم المدني هو المسئول. تصادفت اللحظة السحرية (لحظة تراجع الجيش عالميا) مع وجود الطايع العسكري على هرم السلطة في البلاد وساعتها ذهب للدولاب وأبدل جلده دون أن يتوقف تغلغل العسكريين في السلطة لدواعي تسكين العسكريين. في الوقت الذي كان فيه الجميع يتبجح بأن هذا نظاما مدنيا كانت الوحوش تتسلل ببطء إلى المدينة: تم تحويل الجيش إلى كيان سياسي له حصته في التعيينات المدنية و يتم مراعاة التوازنات فيه وتعاقب المجموعات بالحرمان من التدرج فيه. تحول الجيش إلى مجموعة سياسية موازية للقبيلة والحزب ولم يتم احترام التدرج فيه لهذه الأسباب. ولدواعي أمن النظام تم خلق فئة من أهل الثقة ترتبط مصالحها بالنظام وتكلف بمراقبة تحركات الجيش من خلال عمل المخابرات العسكرية. ولقد أخل عمل المخابرات بالجيش من حيث هو مؤسسة بعيدة عن "محاكم التفتيش" السياسية، وبالتالي التسييس. وفي حقيقة الأمر فإن دخول الجيش في السياسة المدنية وفي متاهة الحركات السياسية كان قد اكتمل قبل اللحظة الطائعية ولأسباب تاريخية؛ كما أن دخول الحركات السياسية في الجيش من السبعينيات وشمولية العمل السري كمحدد أساسي للتواصل السياسي كان قد حول الجيش إلى مجرد جهاز للطموح للسلطة. (جاء في ذكريات الضابط الأسطوري أنه التحق بالجيش من أجل الانقلاب تماما كانخراط جيل القوميين الأول). كانت التسعينيات "الديمقراطية" مهمة في فتح مجالات للتغيير خارج العمل القسري وانصرف المدنيون إلى العمل التعبوي وسياسة الأحزاب و"المبادرات" والتأييد وتجاهلوا جيش ياجوج وماجوج الذي يحفر في السد الحدودي. رغم ذالك لم يعد الجيش لتخصصه (الحماية والإعمار) بل استمر في التحول الحثيث إلى جسم مدني مواز للكيانات القائمة التي تغزوها السياسة التقليدية ويمكن تسييسها في أي لحظة. وهكذا عندما نضج الجيل الجديد من السياسيين 2008 الذين أدخلهم انقلاب الثالث أغسطس الحياة السياسية وقاموا باستدعاء الجيش في السياسة (لأول مرة بطريقة علنية من خلال تحالفهم مع أطماع العسكر في أزمة حجب الثقة) وجدوا أن شروط الاستدعاء قد تحققت قبلا بفعل "تمدن" الجيش الذي جعله جزءا من الاصطفاف القائم بفعل تغلغل "الشوائب" المدنية فيه: المصالح الإقتصادية، الإصطفاف الفئوي، المحسوبية، النفوذ الغير مؤسساتي. -9- لم يسلم الجيش من شوائب السياسة المدنية بأي حال. وهنالك سوسيولوجيون محترمون يرددون بأن اقتحام الجيش للسياسة يعود لإحتقاره الحياة المدنية الفوضوية والفاسدة. ونحن نعرف أن هذا ليس أكثر من حجة، ونمتلك، بنفس الطريقة التي نعلم فيها بفساد المدنيين، معلومات بتورط المؤسسة العسكرية في الفساد حتى النخاع. ولقد استخدم الضباط الساميون الجنود في الخدمات الخاصة كما استخدمت موارد الجيش في القطاعات الخاصة (التحطيب للحمامات الخاصة، مثلا) وباع الضباط ولاء جنود الثكنات وأصواتهم في مواسم الانتخابات وتورط الضباط في بيع وتهريب الأسلحة إضافة إلى النهب الصريح للميزانية وتعبيد الجنود في الأعمال المنزلية. وإن استثراء الضباط الكبار في الجيش بشكل لا يمكن فهمه من داخل الحساب البسيط لأجورهم لهو مدخل مهم للجزم بفسادهم في غياب حالات فساد عدلية مكشوفة (تماما كالجزم بفساد المدنيين). وفي الحقيقة فإن فساد الجيش من هذه الناحية أضمن لأن القانون يتكتم على الإنفاق العسكري، والتدرجية العسكرية تعيق الإحتجاج. ويمكن اعتبار أن جزءا من أسباب انقلابي 2005 و 2008 هو صراعات المصالح التجارية التي يقف الضباط-التجار في أطرافها. -10- زالت خشونة جلود الضباط الكبار واختفت ألوانهم الداكنة ونعمت أصواتهم فيما تمددت بطونهم للأمام في تحد لبزاتهم الصارمة وأثر الدسم في مشيتهم بالحد الكافي من الانتقام من سنوات المشية العسكرية المنضبطة، وأثر غياب الانضباط في مهمتهم القاضية بالابتعاد من السياسة. وانتهى الجيش. -11- لايمكن فهم سياسية الجيش الموريتاني من تخصصه. في جميع العالم يقوم الجيش بانقلاب عندما تمس القضايا الأمنية وهنا يهب الجيش في عز السكون. وفي الحقيقة فإن كل الملفات الأمنية والعسكرية هي متروكة حصريا للضباط منذ 2005 وبشكل لا علاقة لرئيس الجمهورية به. ولقد باشر الجنرالان الأساسيان في انقلاب السادس أكبر عملية أمنية في البلاد عندما حاصرا خلية سلفية قتالية وهزما كما في حرب الصحراء، (تبين أنهما باتا يحرسان إلى الصباح منزلا خاويا إلا من حصير بال و كتاب جهادي وحبات من الفول). رغم هذا اعتبر الجنرال في أول تبرير علني للانقلاب أنه من فشل السلطة المدنية في الأمن. (بعد أشهر من حكم الجنرال الأمني حدثت أكبر كارثة أمنية في البلاد بعد لمغيطي). على العكس جاء انقلاب 2008 من سياسية -وليس أمنية- الجيش: قاموا بالانقلاب لأن الرئيس المدني جردهم من قوتهم السياسية بأن أقالهم. ولقد عرض الجنرال -حسب نفس المقابلة- على الرئيس التراجع عن الإقالة مقابل التراجع عن الانقلاب: إعادة المنصب العسكري الذي يضمن نفوذا سياسيا والسماح بالمزاحمة في السياسة. -12- لايمكن فهم سياسية الجيش من باب غيرته السياسية. كان الجيش يستخدم دوما حججا موجودة في الشارع السياسي من أجل القيام بانقلاب، ولكنه كان دوما أول المنقلبين على هذه الحجج. وتأخذ القصة هنا منحى كاريكاتوريا مكررا: الجيش هو حزب سياسي في صميم النظام القائم، ولكنه يستخدم حجج المعارضة (النظام غير-القائم) من أجل تبديل قيادة النظام دون تغييره وتمكين المعارضة، بل وتقويته. وفي 2005 اعتمدوا على نقد المعارضة لولد الطايع من أجل الإطاحة به مع السعي لتقوية أغلبيته ضد معارضتها، ومع عدم القطيعة مع الفساد السياسي الذي هو أصلا حجة الانقلاب. وفي 2008 استخدموا حجة الفساد وعدم الديمقراطية مع الشروع في إنتاج أكثر الأنظمة بناء على المكافأة والمحسوبية وأكثرها تركيزا للسلطة في يد الأقل وأقلها لامركزية. -13- لا يمكن فهم سياسية الجيش إلا في ارتباطه بالمصالح القائمة. وفي الحقيقة فإن غزو الجيش للمجال المدني يعود لفترة العسكرتاريا الأولي في أواخر السبعينيات، وهو أمر زاد عليه الطايع الوظائف والمكاسب. وفي الفترة الأخيرة تحول الضباط إلى أكبر الشرائح استفادة في البلاد: زادت المنح العسكرية وزاد الإنفاق العسكري (الذي يسير خارج التفتيش المدني) في ما ازداد الدور التسييري للعسكريين. ويمتلك الضباط من خلال تسييرهم وتورطهم في القطاعات المدنية مشاريع استثمارية وطموحات اقتصادية هائلة ذات امتدادات سياسية بفعل هذا الامتلاك. ويتقاضى الضباط الكبار أكبر الأجور في البلاد. كما يكسبون تأييد اللوبيات المالية بفعل تحكمهم؛ ولقد ارتبطت عندهم زيادة الأجور بالانقلابات منذ 2005. كان المدنيون هم بقرة الجيش، وتمرس الجيش على فن الحلب. وأدمن الضباط طعم اللبن. -14- مالذي حدث للجيش الموريتاني بعد انتهاء جمهوريته؟ جواب: تحول إلى ميليشيا. الميليشيا هي القوة العسكرية المنظمة التي لا تأتمر بأوامر الجمهورية وقانون الجمهورية. الجيش الذي يزج بنفسه في معركة سياسية ويعادى طرفا لأنه مختلف سياسيا وليس وطنيا، والجيش الذي لا تتبع فيه قواعد التدرج، والجيش الغامس في الاصطفاف العصبي والاستفادة المادية، ليس جيشا أبدا. هو فيلق شخصي في أحسن الأحوال. -15- مالعمل؟ لنستأنس أولا بهذه الحكاية. إن الزوايا هم شعب مسالم، وككل كل الشعوب فإنهم يحبون بناء مجتمع مستقر وسالم. وذات مرة أتيحت الفرصة لفريق (افريق) منهم أن ينيخ بأرض خضراء (تامورت) حيث يمكن للأغنام والإبل أن تسرح ويلعب الأطفال فيما يجتمع الكبار في الساحة الكبيرة يمارسون مكرهم السياسي والسخرية من بعضهم بالطرق المضمرة التي يعتاد عليها الزوايا. ازدهرت الدولة (الفريق) بسرعة وبدأت الأغنام والإبل تكبر وتدر لبنا أكثر، وساهم هذا في تخفيف الدسائس وبدأ الكل يهتم بنفسه ويمارس حريته في التعبير. فترة ديمقراطية وسلام. بدأت المشاكل عندما بدأ ضبع في غزو مسارح الفريق وقتل المواشي وأكلها. في البداية استقبل الزوايا الأمر بفتور وبدؤوا في السخرية من الضبع وبدأ بعضهم في استخدام اسم الضبع رمزا للآخر والسخرية منه. ازدادت صولة الضبع وتشجع على اصطياد المزيد والمزيد من المواشي. وعندئذ بدأت المشاكل في العودة: أصيب الفريق بأزمة غذائية بسبب شح المواشي وعادت المشاكل والصراعات وساءت أمزجة الجميع. وكان لا بد من حل سريع. واجتمع شيوخ الحي عند البهو الكبير وناقشوا إلى الليل. الزوايا يكثرون من النقاش ويحولون الأمر إلى مشاكل داخلية لذا استغرق الأمر منهم وقتا قبل أن يجمعوا على رأي واحد: قرروا استدعاء حارس مر عليهم ذات يوم عارضا خدماته في الحراسة ومدعيا قدرته على الحل الفوري. جاء الحارس متثاقل الخطى وأظهر عدم رغبته في العمل إلا حبا منه في الحي ثم اقترح مبلغا باهظا بشكل هائل ومكانة عالية بشكل لا تقبله تسلسلية الزوايا. فغروا أفواههم ولكنهم وافقوا. في الصباح الباكر عندما استلم الحارس عمله بدأ في حرق البخور العفن في عموم الحي وأمر الرجال بتلطيخ أوجههم بالسواد والنساء بالعويل، أما الأطفال فعليهم الجري جيئة وذهابا طوال الليل والنهار. استمر هذا الأمر لأسابيع، والحارس لا يخرج إلا نادرا ليعطي تعليمات اعتباطية لعموم الحي. بعد أشهر لاحظ الزوايا أن لا شيئ تغير: المواشي تنقص والحي في حالة هياج مخيف فيما الحارس في خيمته يأكل من الذبائح الطرية التي تقدم له كل حين كجزء من العقد، وأصبح له هم ثان: أصبحت ضحكته عالية جدا وتحسن شكله وهندامه بشكل ملحوظ وأصبح يشاهد كل الوقت مرتفقا قرب جماعة من بنات الحي يسمعهم قريضه ونكته ويردد ضحكته العالية في المجال فيما الضبع يهاجم المواشي ويقتلها بأشد من الأول. عندما وصل الأمر إلى هذه الحالة، عندما عرف الزوايا أن المشكلة الحقيقية هي الحارس (المشكلة دائما في الحارس، اسألوا ولد الشيخ عبد الله) اجتمعوا عند الشجرة وباتوا في نقاش إلى الليل. هذه المرة توصلوا لفكرة أجمع عليها الجميع بلا خلاف: أن يذهبوا للضبع ويطلبوا منه تخليصهم من الحارس. -16- والعمل؟ لنعد ونكمل الملحمة الإغريقية بخصوص الوحوش التي تغزو المدينة. جيش الوحوش يقوده: ألكونيوس و بورفيريون: وحشان مريعان. دمار مريع سيهد البلاد تحت قيادتهما: ستموت التنمية وستدك الأرض، وسيسود الخوف. حتى الآلهة على رأسها زيوس وبوسيدون ستخاف. في الصراع ضد الجيش لا يكفي عمل الآلهة وحده، وستقضي العرافة بأنه لا بد من يعمل البشر شيئا بأنفسهم : لا بد من يهب هرقل للقتال ولا بد من فصل الوحوش عن تسيير الأمور وردهم إلى الثغور. تولدت جبهة للدفاع عن المدنيين مكونة من المتدينين يقودهم زيوس والمحاربين يقودهم هرقل والمدنيين الأبرياء. وحدها المواجهة –وليس الحوار- ستنهي الوحوش وستنشر جثثهم في أطراف المدينة. انتصر هرقل وزيوس بالمواجهة والنزول للميدان. أي حل سياسي لا يضع في الحسبان إعادة هيكلة الجيش بحيث يمكن التحصل على ضمانات عملية ومستديمة–وليس ظرفية فقط- لابتعاد الجيش عن الصراع السياسي القائم لا يسمى حلا. يمكن تسميته توافق ولكنه ليس حلا: لا يمنع من أن يقفز جنرال فجأة إلى المجال السياسي بحجج من نوع: "انقلاب ردا على الإقالة" ثم يقوم بتسيير البلاد ما شاءت له الأقدار المحفوفة بالإستصنام والاسترزاق السياسي. إلى الأمام. |