بحث هذه المدونة الإلكترونية

لرياضة: شالكه الالماني وبرشلونة الاسباني يتأهلان الى دوري الثمانية لدوري ابطال اوروبا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 10 مايو 2011

ارحموا ولد خطري



219678_187267464652759_100001085203615_456656_7886177_o.jpg

سلام تام يليق بسيادتكم...... اكتب  إليكم سيادة  الرئيس هذه الرسالة الموجهة لا كباحث عن أسباب سجن احمد ولد خطري  وإنما كمتوسل لإعفائه من كل التهم أو إعطائه الحرية المؤقتة حتى يستعيد صحته الكاملة وإلا فالمحاكمة العادلة رجاءا منكم سيدي الرئيس في اقرب الآجال.
سيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لقد تقرر عند العقلاء والحكماء: أن العفو عند المقدرة قمة النبل.والسماحة في الإسلام جانب من التراحم بين جميع البشر بعيدا عن ألوانهم و أجناسهم وهذا من الإحسان المعترف به في جميع الأديان والشرائع الإلهية والقوانين البشرية والأعراف الدولية كما قال صلى الله عليه وسلم: [إن الله محسن ويحب الإحسان]، وفي رواية: [إن الله كتب الإحسان على كل شيء] ولا سيما بين المسلمين لما في النصوص الإلهية والأحاديث النبوية الشريفة والقواعد الأخلاقية الراقية من الحث الكريم والدعوة الجميلة إلى المسامحة والمصالحة بين المسلمين والله تعالى يقول في كتابه الكريم :{وأن تعفو أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم} وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يوضح منزلة العفو (ما زاد العفو عبدا إلا عزا) فالعفو ليس علامة ضعف وعجز وإنما علامة تمكين وقمة التمدن والتحضر والتراحم كما قال الله تعالى {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}.
 وعملا بهذه النصوص المباركة والقواعد الحميدة نطلب من سيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز فخامة رئاسةالجمهورية الإسلامية الموريتانية بأن [يعفو بكرمه] عن السجين احمد ولد خطري الذي يعاني من عدة مشاكل صحية تستلزم إن لم نقل إعفائه أو محاكمته فالحرية المؤقتة حتى يستعيد صحته الكاملة معنويا وبدنيا . سيادة الرئيس إن احمد ولد خطري يعاني من أمراض "مزمنة جدا" وهي له كالموت البطيء وقد انهارت معنوياته وكثرت شكوى عائلته وازدادت مآسيهم بسبب سجنه.
سيادة الرئيس : قد رفع أهله طلب "الوساطة والشفاعة" لأهل النوايا الحسنة وأصحاب المبادرات المؤيدين للمصالحة من اجل التوصل إلى حل يقضي بمحاكمته أو إعطائه الحرية المؤقتة " فالرجاء من فخامتكم تشريفنا بهذا الطلب. سيادة الرئيس لقد أصبح حبسه عذابا في حقه وحق عائلته وأسرته وذويه. فالرجاء منكم إصدار [عفو كريم ] وقد قالالنبي صلى الله عليه وسلم :[إنما يرحم الله من عباده الرحماء] وقوله صلى الله عليه وسلم: [ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء]، وحديث النبي صلى الله عليه : [أعفوا يعفى عنكم] وحديثه صلى الله عليه وسلم :[سامح يسمحلك.
فالرجاء من فخامتكم قبول طلبنا لديكم من أجل إصدار عفو رئاسي كريم تمسحون به دموع الأهل والأحبة والأبناء كما قال صلى الله عليه وسلم: [فكوا العاني وأطعموا الجائع وعودوا المريض.
فهذه دعوة كريمة منا لكم سيادة الرئيس : محمد ولد عبد العزيز لتحقيق هذا الطلب الوحيد فقد قال صلى الله  عليه وسلم : [ اشفعوا تؤجروا يقضي الله على لسان نبيه ما شاء]، والله تعالى يحب الشفاعات الحسنة كما قال جل جلاله : {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} وقوله عليه الصلاة والسلام : [خير الناس أنفعهم للناس] .
تحيا موريتانيا بإسلامية هويتها، تحيا موريتانيا حرة مستقلة ، وتحيا موريتانيا رائدة بنهضتها شامخة بعزتها، قوية بأبنائها.
سيادة الرئيس في ختام هذه الرسالة المتواضعة تقبلوا منا فائق التقدير و الاحترام متمنين عاجلا غير آجلا قبول طلبنا الوحيد .والله ولي التوفيق ...
"
.أجمل التحيات.

السالك ولد الناه :  طالب بالمغرب

الاثنين، 9 مايو 2011

احباط محاولة فرار سجناء من سجن الاك في وسط موريتانيا



الحرس يحبط محاولة فرار سجناء من سجن ألاك

الحراس قبضوا على اثنين من الهاربين
أحبط أفراد الحرس الوطني في مدينة ألاك محاولة فرار قام بها أربعة سجناء من سجن ألاك المركزي صباح اليوم، بعد سعيهم لمغالطة الحراس.
مدخل السجن في ألاك وأمامه أفراد من الحرس الوطني مع بعض المواطنين
وقد تمكن السجناء الأربعة من الخروج من السجن وفروا قبل أن يتمكن الحرس من متابعة اثنين منهم وإيقافهم في الوقت نفسه وإعادتهم إلى السجن فيما هرب الباقون.
تجمع السكان في شارع السجن متخوفين من هروب المجرمين
وبعد متابعة الهاربين تمكن الحرس من تحديد موقعهم مختبئين في أحد أطراف المدينة وأعادوهم إلى السجن.
نجح الحرس في إعادة كل الفارين
ويوجد السجناء في ألاك في منزل مؤجر منذ فترة، ربما في انتظار اكتمال أكبر السجون الموريتانية بضواحي مدنية ألاك، وهو السجن الذي تحدث رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أكثر من مرة، مؤكدا أنه سيكون أكبر سجن في موريتانيا وسيكون موئلا للمفسدين على حد وصفه

عن:   مدونةالاك

الشيخ يوسف القرضاوي..ثورية الوسطي المعتدل



altفي العقد التاسع من عمره؛ هرم الجسد وشاخ..، يتقدم في السن، وروحه مشتعلة، وفكره متوهج، وعيناه تبرقان، وصوته يزأر، إنه الإمام الثائر الشيخ يوسف القرضاوي...


كتب الكثير عن القرضاوي، وصف بالخطيب والمعلم والفقيه والمجدد والمصلح، مع أحداث ثورتي تونس و مصر، أكد صفة الإمام الثائر على الظلم و الاستبداد، الإمام الثائر الذي عانق نبض الثوار الشباب، و هتف معهم إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ..

من فوق من منبر خطبة الجمعة كان يرسل القرضاوي خطابات نارية يوجهها للرئيسين المخلوعين مبارك و ابن علي، فتنزل على الثوار بردا و سلما في ميدان التحرير و في محافظات تونس، أمام هذه الحالة الخطابية للشيخ الفقيه، يستوقف المتتبع لسيرة هذا العالم العلم، التساؤل الآتي؛ لماذا ثار الشيخ يوسف القرضاوي وهو داعية الوسطية و الاعتدال في العالم الإسلامي؟

القرآن حاكم على السنة وليس العكس

اجتهد دعاة الفكر النصوصي خلال الثورة الشعبية السلمية المصرية، في حشد الكثير من الأحاديث المصنفة في باب الفتن، ثم يأتي القرآن عندهم في المرتبة الثانية، كل ذلك من أجل إقناع جمهور الثورة على المكوث في بيوتهم تجنبا للفتنة، و الاهتمام بخاصة أنفسهم كما يشير إلى ذلك حديث أبي حذيفة رضي الله عنه، و هذه المنهجية في التفكير مؤداها أن تصبح السنة حاكمة على القرآن، ولا يستدل بالقرآن عندهم، إلا لتبيان أن ما يعرفه الإنسان المسلم من أحداث، هو نتيجة ذنوبه الكثيرة، و لا يستدلون بالقرآن في عرض مصير الظلم و الظالمين و الطغاة و المستبدين.

بالرجوع إلى خطب الشيخ القرضاوي و بياناته، القرآن الكريم يحتل مرتبة الصدارة عنده، ثم تأتي السنة للبيان و التوضيح.

نماذج من الآيات القرآنية: يقول عز وجل:( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام: 46، هذه الآية عرضها الشيخ القرضاوي في الكثير من خطبه، و نبه من خلالها أن سقوط الظالم هو من النعم التي ينبغي على المسلم أن  يحمد الله عليها..، و لبيانه شناعة الظلم، فإن الله يحذر من يركن إلى الظالمين من أن تمسه النار ، يعرض هذه الآية:( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) هود:113، و ينبه الشيخ إلى أن العذاب إن نزل لا ينزل على الظالمين خاصة بل على من سكت عن المنكر أيضا فيعرض قوله سبحانه:( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً) الأنفال:25.، ويشير إلى مصير الظالمين بقول الله تعالى:( إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ) القصص:8 وقوله تعالى:(فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) القصص:40.

يؤكد القرضاوي بعرضه هذا، على أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع و التوجيه، والذي ينهى عن الظلم و الطغيان، بغرض إكساب خطابه حجية شرعية مفحمة للمثبطين، الذين يستدلون بأحاديث خبرية مصنفة في باب الفتن، و منها حديث سلام عن أبي حذيفة، الذي يتضمن زيادة  "..تسمع وتطيع للأمير ، وإن ضُرب ظهرك ، وأُخذ مالك فاسمع وأطع.." فاعترض القرضاوي على هذه الزيادة الضعيفة، بقول للإمام الدارقطني جاء فيه:" وهذا عندي مرسل لأن أبا سلام لم يسمع حذيفة".

نماذج من الأحاديث النبوية: يستدل القرضاوي بعد عرضه لنماذج من آيات القرآن الكريم التي تنهى عن الظلم و تبين مصير الظالمين، بأحاديث كثيرة منها:

في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته قال ثم قرأ:"وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" 102هود)

وفي سنن الترمذي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر)

وفي المستدرك للحاكم، عن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم : يا ظالم فقد تودع منهم )

وفي صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:( مَن رأى منكم منكرا فليغيِّره بيده، فمَن لم يستطع فبلسانه، فمَن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).

وفي صحيح مسلم، عن ابن مسعود مرفوعا:(ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريُّون وأصحاب، يأخذون بسنَّته، ويتقيَّدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمَن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومَن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومَن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبَّة خردل).

وروى أبو بكر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الناس إذا رأَوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمَّهم الله بعقاب من عنده).

إن المتأمل في هذه الأحاديث الواضحة البينة، تشير بجلاء إلى فضل قول الحق أمام الإمام الظالم، و أن الله يعاقب الظالم عقابا شديدا، و الإسلام يدعو إلى تغيير المنكر حسب الاستطاعة، و أن السكوت عن المنكر ذنب كبير، فهذه الأحاديث لا يستدل بها أصحاب الفكر النصوصي بالرغم من أنهم يحفظونها عن ظهر قلب، و بعضها أحاديث صحيحة مليحة، و كل ما يرجون له هو الأحاديث التي توجه و تدعو المسلم إلى الاقتلاع عن الذنوب، مع أن الحدث هو حدث تسلط حاكم مستبد.

قواعد ومنهجيات الفهم و البيان

إن هذه الآيات و الأحاديث لا يمكن فهمها إلا في ضوء قواعد و منهجيات مؤطرة، تسلم الفقيه المجتهد إلى الرأي الصواب، و من خلال تتبع خطب و تصريحات الشيخ القرضاوي حول الثورة المصرية، تم الوصول إلى ما يلي:

إحقاق العدل أولا: اشتهرت مدرسة الوسطية و الاعتدال مع الشيخ يوسف القرضاوي، بإرساء فقه الأولويات والموازنات، وفقه المقاصد، وفي هذا السياق و ردا على الدعاة الذين دعوا المصريين إلى المكوث في بيوتهم والابتعاد عن الفتنة، أرجع القرضاوي موقف هؤلاء إلى" عدم استيعابهم لفقه الأولويات، فلا يردوا الظنيات إلى الكليات، و لا المتشابهات إلى المحكمات، و لا الجزئيات إلى الكليات فحرفوا الكلم عن مواضعه، و من فقه الموازنات الشرعية؛ لا يمكن أن تجامل فردًا على حساب شعب، لا سيما وهو أقرب إلى الأموات منه إلى الأحياء".

فهذه الخلفية المنهجية، هي أساس العقل الإسلامي في تعامله مع النص و الواقع، و هذا ما يسير عليه الشيخ القرضاوي، فهو يصدر عن أساس منهجي في إصدار المواقف و الأحكام، و لا يتعامل مع النص القرآني أو الحديث بطريقة الحكاية و الإخبار دون فهم أو استيعاب، كما سار على ذلك بعض الدعاة في سياق تفاعلهم مع الحدث المصري، بل يستدل بالدليل في سياقه مبينا معناه، ويبحث عن القطعيات و يرجع إلى الكليات، و يستدل بالمحكمات، عكس ما سار عليه دعاة التثبيط و الانعزال، حيث حشدوا أحاديث الفتن، التي هي من الخبر لا الإنشاء الذي يستند عليه في الحكم التشريعي، لكن القرضاوي، يسوق الكثير من الآيات القرآنية الصريحة التي تبين جرم الظلم و عاقبة الظالمين و ثواب من وقف أمام الظلم، إضافة إلى الأحاديث التي تدعوا إلى مواجهة الظلم و الاستبداد، و إحقاق العدل الذي هو من المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية " إن الله يأمر بالعدل و الإحسان"، و الذي بغيابه يعسر عيش الإنسان في أمن و أمان، و القرضاوي هنا، يرجع إلى الكليات القطعيات التي تواترت نصوص الشريعة  الحث على حفظها، فيرد الجزئيات و الظنيات إليها، ليخلص إلى حكم جلي و واضح.

ليس خروجا مسلحا بل ثورة سلمية: يمتاز الشيخ يوسف القرضاوي بالتدقيق المفاهيمي و اللغوي، و يتضح ذلك بجلاء كبير في كتابه معالم و ضوابط  فقه السنة، و يسير على ذات المنهج في تعاطيه مع حدث الثورة المصرية الشعبية السلمية، ففي رده على من وصف ثوار ميدان التحرير ب"الخوارج"، عمل الشيخ على تدقيق مفهوم الخوارج كما اشتهروا في التاريخ الإسلامي، فبين أن الخوارج "هم من خرجوا على الحاكم بثورة مسلحة و استحلوا الدماء و كفروا من عادهم، وشباب الثورة المصرية، لم يخرجوا على مبارك لا بمدافع و لا قنابل، بل تظاهروا في ثورة بشكل سلمي، ولم يكفروا أحدا، و لم يستحلوا دم أحد"

إن هذا التدقيق المفاهيمي من أهم الخطوات التي تتجلى به الحقائق و المعاني، والفقيه الذي يعتمد في استدلالته على حفظ فتوى المدونات الفقهية، قد يجد صعوبة في تكييف بعض النوازل المستجدة، فما إن يستجد في أحوال الناس جديد، إلا ويستدعي ذاكرته لكي يجد جوابا، وفي حالة الثورات الشعبية السلمية، التي لم يعرفها التاريخ العربي الإسلامي، و لم يعرف أن الفقهاء القدامى أجابوا على مثل هذه النوازل، فإن هذا الفقيه إن لم يتريث في حكمه فإن سيقيس هذه الثورات السلمية الشعبية على الخروج المسلح على الإمام، ويفتي بالحرمة، و الحق؛ أنه شتان بين الخروج المسلح و ما يسمى بالثورة الشعبية السلمية، و لبيان ذلك، لابد أن يقوم الفقيه بالتدقيق المفاهيمي لهذه المصطلحات حسب سياقها الزماني و التاريخي.

ومن هنا، فإن" الفكر الاستظهارتي" المغرم باستظاهر النصوص و المصطلحات، يخلط بين السياقات التاريخية لكل ثورة، وبهذا المنحى  يعطل هذا الفكر أفقه التحليلي، و لا يكلف نفسه عناء التمييز المنهجي، و يهفو إلى البساطة والاستراحة الفكرية، لإنهاء التفكير و التأمل.

الظلم ثابت و وسائل مواجته متجددة: يعجز الفكر النصوصي عن التفريق بين " المقاصد الثابتة و الوسائل المتجددة" ، فيضع الوسائل في خانة الثبات، و يعطل التجديد المرتبط بحركية الواقع و التاريخ، فإن تم الاتفاق على مواجهة الظلم و الاستبداد كمقصد ثابت، فهذا الفكر لا يستطيع الانتقال و مواكبة  ما استحدثته الإنسانية من طرائق جديدة لمواجهة الحاكم المستبد، و منها العصيان المدني الذي  يبدأ في شكل انتفاضة سلمية لا تحمل سلاحا و لامدفعا، تريد إسقاط الشرعية عن حاكمه المستبد، و ينتج عن هذا، إطلاق أحكام جاهزة و قديمة، كل من خرج عن الحاكم المستبد و لو كان ظالما فإنه سيثير الفتنة!، دون أن يبين طريقة الخروج هل هي سلمية أم عنفية؟

ولذلك فالشيخ القرضاوي يؤكد بقوله:" ولقد ابتكر عصرنا وسائل سلمية لمقاومة الحكَّام المستبدِّين والمتسلِّطين على شعوبهم، ومنها هذه الوسيلة الفعالة: وسيلة التظاهر السلمي، تقوم به الجماهير بالنزول إلى الشارع، والهتاف بمطالبها المشروعة، وهي وسيلة ضغط معروفة في العالم كلِّه، وكثيرا ما تؤدِّي إلى سقوط الحكم الدكتاتوري رغم أنفه، دون طلقة نار، لا سيَّما إذا تكاثر المتظاهرون وتكاتفوا".

حفظ الكيان الإنساني قبل انهياره:  لا يمكن الترجيح بين المفاسد و المصالح إلا بقراءة عميقة للواقع، و الفكر النصوصي يقفز على الواقع المصري الذي دفع المواطن للثورة على الحاكم المستبد ثورة سلمية، و هذا الفكر يتجه مباشرة للنص لتنزيله دون أن يدرك موضع التنزيل، إلا الشيخ القرضاوي يقدم قراءة واعية و واضحة لواقع مصر السياسي و الذي حكمه المستبد لمدة ثلاثين سنة و الذي يقول فيه حسب بيان للشيخ القرضاوي:"  لقد ظلم الحاكم في مصر، وطغى على الشعب، وضيَّع حقوقه، وأهدر حرماته، حتى تخرج الملايين ولم يجدوا لهم عملا يتعيشون منه، ولا يجد الشاب شقَّة يسكن ويتزوَّج فيها، في حين نرى فئات من الناس نهبوا أرض مصر، وسرقوا ثرواتها، لمجرَّد انتمائهم إلى الحزب الحاكم، كما زور الحاكم الفرعوني في مصر الانتخابات على كل مستوى...ومكن جهاز أمن الدولة في مصر من التسلُّط على الشعب.. "

فهذا التشخيص للواقع المصري، يبصر الفقيه العالم حين يتعامل مع نصوص القرآن و السنة، و التي لا تقره بحال من الأحوال ، فيبحث الفقيه  عن حل لهذا الواقع الأليم الذي يعيش فيه المواطن، و أن يكون حلا دافعا للمفاسد و جالبا للمصالح، هذا من جهته، أما من جهة الشعب الذي يعيش هذا الواقع؛  فبادر إلى حل يراه صحيحا و سليما و هو الانتفاضة السلمية التي تطورت إلى ثورة، وهذه المبادرة تشكل خبرة ميدانية أخذت شرعيتها من الإجماع الشعبي،  فما كان على الشيخ القرضاوي إلا أن يقرها خصوصا و هي تدفع الكثير من الظلم و الفاسد، و الفكر المقاصدي هذا مؤداه، يلتحم مع تطورات الواقع دون أن يخرج عن الكليات الكبرى للدين، و التي جاء لحفظها، الدين و النفس و العقل و النسل و المال، فينظر إلى هذه الكليات الضرورية أنها مهددة بالزوال، فما عليه إلا أن ينادي في الأمة أن هلموا لحمايتها.

في الختام، إن وسطية الشيخ يوسف القرضاوي هي الدافع الرئيس لثوريته، فمنهج الوسطية الاعتدال، الذي يقر بجمع الأدلة في الموضوع الواحد و النظر في القرآن أولا و الحديث ثانيا، و الذي يولي أيضا اهتماما بالغا للأولويات، أكد أن إحقاق العدل أولا؛ و بطريقة سلمية و فق وسائل العصر المناسبة من أجل حفظ الكيان الإنساني من الانهيار، كل ذلك تحقق في هذه الثورة المصرية، فلم يتوان عن التحريض و الدعوة، بل هب ثائر

شهاد ةعلى عصر


الجزء  الأول :
مدينة انواكشوط
كان يوما قائظا ككل الأيام في العاصمة انواكشوط خلال فصل الصيف الممتد بلا حدود - امتداد المدينة المترامية الأطراف - مع هدوء نسبي في وقت الظهيرة,في وسط المدينة كان الضجيج يعم المكان, حيث تختلط منبهات السيارات بأبواق "باعة الرصيد "والباعة المتجولون الذين يغص بهم المكان كل يستعرض مهاراته في جلب المتسوقين وحتى المارة ,ووسط هذا الزحام كنا نشق طريقنا بصعوبة للوصول الى "كاراج تودروا"وهي سيارات متهالكة تشكل خردة متحركة يمارس أصحابها مهنة النقل إلى احد ارقي  الأحياء في العاصمة مع مفارقة عجيبة لا تجد لها اي تفسير.
كان الركاب يشكلون لوحة غير متجانسة الالوان (عمال                    بناء,وموظفون,تجار,ومتقاعدين..........الخ)                                                     
الكل يتحدث  عن السياسة مع اختلاف لافت في وجهات النظر ,لكن ماشد انتباهي هو ذلك الشيخ الذي يجلس في مقدمة السيارة ,كان يتحدث بنبرة الخبير الواثق,حيث طغى صوته الخافت المبحوح على اصوات الرفقاء رغم الفارق في النبرة,حيث استسلموا مرغمين لسماع قصصه المؤثرة والطريفة في ان واحد,وتمنوا لو ان الرحلة طالت أكثر,أخرجت قصاصة ورق علي أن ادون فيها بعض المحطات الهامة التي يسردها صاحبنا  عن تاريخ البلد .                                               
بدء صاحبنا بالتعريف بنفسه وقبيلته وجهته والوظائف التي تقلدها والأماكن التي زارها والشخصيات التي قابلها والإحداث التي شهدها                                 
واستطرد قائلا:نشأت في بيئة متعلمة حيث درست في الكتاتيب وحصلت على الإجازة في التفسير والفقه المالكي,كنا نرتحل بحثا عن الكلأ والمراعي الخصبة, في كل   الأنحاء كانت التنمية هي النشاط الوحيد الذي نمارسه,وقد أتاح لي ذلك التعرف عن كثب على كل مكونات المجتمع في البلد ومن بينهم ثلة من المثقفين كانوا نواة مؤسسي الدولة  الفتية فيما بعد.                                                             
ومع مجيء النصارى كانت الفتاوى بمقاطعتهم ثقافيا هي حديث الساعة آنذاك ,ولم يكن يحظى بالتعليم في مدارسهم الا أبناء العائلات الفقيرة أو "المهشمة اجتماعيا" مما اتاح لي فرصة اللحاق بهم  فأصبحت مترجما او ما يعرف حينها با"ملاز"وهي مهنة تدر دخلا لأصحابها وبدأ ت أمارس التجارة في المنطقة الحدودية الجنوبية.                                                                   
ومع أفول الاستعمار و الحديث عن بداية تشكل الدولة استقر بي المقام في هذه المنطقة التي تعرف ألان بانوا كشوط وهي عبارة عن سباخ واراض شبه صحراوية مكسوة ب"افرش" وبعض النباتات الشوكية الصغيرة مع وجود مخيمات صغيرة" فركان"  تنتشر بالقرب من المنطقة الساحلية.لم تكن هناك بنايات كثيرة باستثناء دور قليلة خصص البعض منها لاقامة الحكومة الجديدة,كانت هذه الدور في وقت لاحق تضم مكتب الرئيس واقامته , ومع بزوغ فجر الثامن والعشرين من شهر نوفمبر 1960 بدأ التحضير ليوم الاستقلال ونصبت الخيام امام مقر الرئاسة و استدعيت الفرق الموسيقية المحلية و الفولوكلورية سيكون يوما مميزا في تاريخ البلد,هذا بالاضافة الى حضور ممثلي بعض الدول الافريقية المستقلة حديثا ورئيس وزراء فرنسا في ذلك الوقت ميشال دوبري. الان حانت لحظة الاستقلال وكان الكل يملئهم الحماس والحيوية ,وبعد استعراض لبعض الوحدات العسكرية بالزي التقليدية (الدراعة)
استمر الحفل البسيط لساعات قليلة وسط اجواء من الفرحة عمت الحاضرين.
بعد الحفل ذهب الكل من حيث أتى,لقد بدأت مرحلة جديدة في تاريخ البلد لحظة بناء المؤسسات وأركان الدولة الجديدة,كانت مرحلة حاسمة وتحد حقيقي من اجل البقاء و مصارعة القوى    الاقليمية الطامحة الى الحيلولة دون الاعتراف بها قليميا و دوليا.                               
الحزب الذي كان يسيطر على المشهد السياسي في تلك الفترة هو حزب الشعب الموريتاني برئاسة رئيس الجمهورية الاستاذ المختار ولد داداه, وقد بدا بتشكيل هيئاته وقواعده الشعبية, و قد اتاحت لي معرفة بعض قواده ,الانضمام اليه وترأس احدى منسقياته في انواكشوط, و هو بالطبع منصب يتيح لي توسيع معارفي و الاسهام في رسم سياسة الحزب باعتباره  الحزب الحاكم , ومن ثم السياسة العامة للبلد, نظرا لان البلا د في تلك الفترة لم تشهد تكوين احزاب اخرى منافسة,نتيجة غياب اتنشريعات المؤسسة للتعددية السياسية.                                 
ومع مطالبة المغرب بضم موريتانيا تركز الاهتمام في البداية على ىالتعريف بالدولة الجديدة والقيام بحملة مضادة في المحافل الدولية نجحت باعتراف الامم المتحدة لموريتانيا عضوا فيها في العام 1962  مما عجل الكثير من الدول الاعتراف بموريتانيا