احمدو ولد احمد سالم |
لايبدو من خلال قراءة المشهد السياسي العربي ان القادة العرب قد فهموا الدرس او استخلصوا العبر من ما جرى في تونس ومصر من احداث يمكن ان تتغير معها جيوبوليتيكية الشرق الاوسط والمنطقة العربية بشكل خاص,بل ان البعض منهم لا زال يكابر ويتذرع بحجج واهية ومفضوحة,تارة بما يسمى بالمؤامرة الغربية الاسرائيلية الأمريكية كما زعم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح واعتذر للبيت الأبيض في وقت لاحق, وقد نسي انه هو من يتامر مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد شعبه بذريعة مكافحة الارهاب ,الشق الثاني هو اتهام الحركات الاسلا مية سواء تلك المعتدلة كحركة الاخوان المسلمين او الحركات الراديكالية المتتشددة كمنظمة القاعدة.
تتشابه الثورات والهدف واحد هو تخليص الشعوب العربية من هذه الانظمة الشمولية والتي تمارس احتلالا داخليا ويمتص كل الطاقات والمخزون الكبير من المثقفين والاكادميين واصحاب الخبرات وتهميشهم والزج بعم في السجون وملاحقتهم وتشريدهم خارج الديار وتدجين هذه الشعوب بكل الوسائل ,هذا بالاضافة الى كبت الحريات ونشر الرعب والخوف في كل مكان.
ان المنطقة العربية تمر الان بمنعطف تاريخي غير مسبوق سيغير لامحالة هذه الانظمة البالية وسيسمع صوت الشعب الذي ظل مخنوقا لسنوات طويلة.فرياح التغيير تدخل كل الحصون العربية وتقتلع جذور الانظمة العربية من أصلها وتسقط كل من يقف في وجهها
و أدعو بقية الانظمة الى التصرف بعقلانية و الاستفادة من التجارب السابقة و عدم انتظار اللحظة الغير مناسبة التي يقول فيها أحدهم:الان قد فهمتكم او الان انا اعرف تطلعاتكم او الان سأقوم بالاصلاحات الضرورية,لن اترشح لفترة اخرى سأعمل على تنفيذ مطالبكم عندها ستكون المبادرة قد انتهت صلاحيتها ولن يسمع في ذلك الوقت سوى "صوت الشعب يريد اسقاط النظام"
فيا حكام العرب:ضعو حزام العدل والمساوات وانتبهوا من غفلتكم و انزلوا عند رغبة جماهيركم في الوقت المناسب حتى لا تكون اخرمرة ....