عبد الله السنوسي |
عبد الله السنوسي اخر قياديي نظام القذافي البائد في قبضة الامن
الموريتاني بعد أشهر من مقتل العقيد القذافي وابنه المعتصم و اعتقال سيف الاسلام
,فر الرجل متخفيا من مكان لاخر تلاحقه اجهزة الاستخبارات الغربية في اكثر من بلد
ضاقت عليه الدنيا بعد سيطرة المجلس الانتقالي الليبي على كامل تراب ليبيا و فشله
في التسلل الى النيجر الملاذ الامن لأحد ابناء القذافي (الساعدي) الذي فر الى هناك
رفقة العديد من رموز النظام السابق, ووجدوا فيها ملجأ امنا
قل نظيره في دول المنطقة ,و نظرا لانتشار الرشوة و باعتبار النيجر احدى
افقر دول العالم ,فإن مسؤولي النظام الليبي السابق لم يجدوا صعوبة في التأثير على
مسؤولي هذه الدولة التي منحتهم لجوءا سياسيا بذريعة الدواعي الانسانية.
و بالعودة الى السنوسي الذي شاع اعتقاله اكثر من مرة و الذي تلاحقه
ملفات كثيرة باعتباره الساعد الايمن للرئيس الليبي السابق,ملفات حساسة تمس اكثر من
جهة داخل وخارج ليبيا,فاحداث سجن بوسليم الذي راح ضحيته اكثر من 1200 سجين اغلبهم
من نشطاء الحركة الاسلامية في ليبيا بالإضافة الى المفقودين و السجناء السابقين في
المعتقلات الليبية ,حيث عرف عن الرجل قسوته الشديدة في تعامله مع المعارضين
وافراطه الشديد في استخدام القوة و التنكيل بكل من تسول له نفسه معارضة النظام
السابق.
هذا بالإضافة طبعا الى علاقته بتفجير طائرة يوتا الفرنسية في سماء
النيجر و هو الامر الذي ربما كان وراء عدم محاولته التوجه الى النيجر لأن فرنسا
حتما ستطالب به لدى مستعمرتها السابقة,كما يعتقد انه متورط في تفجير طائرة البانام الامريكية فوق سما ء لوكيربي ,و يتهم
ايضا لدى المملكةالعربية السعودية بمحاولة اغتيال الملك عبدلله يوم كان وليا
للعهد,كما تطالب به المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب و جرائم ضد
الانسانية, اذن فالمشهد الذي يحيط بالسنوسي يبدو بانه موغل في التعقيد,نظرا لحجم
المسؤولية التي يقتضيها الخروج من هذا المأزق باقل الخسائر ,خاصة على المستوى
الديبلوماسي ,في الوقت الذي شهدت فيه العلاقات الموريتانية ليبية فتورا كبيرا خلال
الثورة الليبية ,ودعم الرئيس الموريتاني الصريح لنظام القذافي ,فقد تكون هذه فرصة ذهبية
للئم الجراح والتعافي من حالة الركود في هذه العلاقات.
,و قد يلعب الضغط الخارجي من ساركوزي حليف ولد عبد العزيز الى اتجاذ
قرار اخر بتسلم السنوسي الى فرنسا التي سلمت هي ايضا الى موريتانيا مذكرة اعتقال
في حقه بالاضافة طبعا الى ليبيا والجنائية الدولية و في هذه الحالة فان موريتانيا
ستكون قد اضاعت فرصة ذهبية للعودة بالعلاقات مع ليبيا الى سابق عهدها.
و في كل الاحوال لا يبدو ان عبد الله السنوسي سيكون صيدا هنيئا للسلطة
في موريتانيا اذ ان ما يحمله الرجل من ملفات و خبايا النظام السابق لاكثر من اربعة
عقود سيجعل منه طريدة مفخخة قد تأتي بنتائج عكسية اذا لم تستطع السلطات
الموريتانية التعامل مع ملفه بحذر شديد وروية,وعدم التسرع في اعطاء تعهد بتسليمه الى اي بلد الى ان يتم دراسة كل
الطلبات بدقة شديدة