بحث هذه المدونة الإلكترونية

لرياضة: شالكه الالماني وبرشلونة الاسباني يتأهلان الى دوري الثمانية لدوري ابطال اوروبا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 5 مايو 2011

بن لادن من كهوف تورا بورا الوعرة إلى منزل فخم في آبوت أباد




مرت عشر سنوات بعد أحداث أيلول/سبتمبر اطمئن خلالها زعيم تنظيم القاعدة على حياته بعد الفشل المتكرر للقوات الأميركية في الوصول إليه، حتى بعد حربين شنهما الأميركيين من أجل ذلك، مما شجعه على ترك الكهوف الجبلية التي كان يختبئ داخلها لينتقل ويعيش في منزل فاخر قيمته أكثر من مليون دولار في مدينة آبوت آباد، وهي المدينة التي سميت على اسم المكتشف البريطاني جيمس آبوت، الذي وضع تصميم المدينة في العام 1853. ويشغل المنزل منطقة مميزة في المدينة التي تعد أحد أهم المدن السياحية في باكستان، وتبلغ مساحة المنزل ثمانية أضعاف متوسط الحجم المعتاد للمنازل في


المدينة، وكان يقيم فيه مع مجموعة ضخمة من المساعدين الراغبين في إحضار أي شيء يريده من خارج المنزل، وهي حالة الاطمئنان التي جعلت المفاجأة تنتاب بن لادن عندما قامت القوات الأميركية بالوصول إليه.
المرة الأخيرة التي كانت القوات الأميركية والبريطانية قد حاصرت بن لادن فيها كانت بعد أشهر قليلة من أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وتمكن الرجل يومها من الفرار فوق ظهر أحد الخيول، وظلت القوات تتلقى معلومات خاطئة باستمرار عن مكانه، حتى وصلت معلومات لحكومة الرئيس أوباما خلال شهر آب/أغسطس الماضي تقول إن بن لادن مختبئ في مدينة آبوت آباد. واستغرقت الأشهر التالية في التأكد من المعلومة من مصادر عدة، لاسيما مع صعوبة تصديق الجرأة التي جعلت بن لادن يعيش في المدينة التي تستضيف أهم نقاط تدريب الجيش الباكستاني ومركز لتجمع الطبقة الراقية في البلاد، إضافة للحراسة المستمرة للقصر ذي الجدران السميكة، والذي جعل فترة التأكد من المعلومات تزيد حتى وصلت صور فوتوغرافية للرئيس أوباما خلال الأسبوع الماضي تؤكد مكان وجوده.
وبعد الحصول على موافقة السلطات الباكستانية انطلقت فرقة كاملة التسليح من القوات الخاصة في البحرية الأميركية بهدف واحد، هو إحضار أسامة بن لادن حيًّا أو ميتًا، لتبدأ أربع مروحيات بالهجوم على القصر في تمام الواحدة والربع صباحًا وقام حراس القصر بإطلاق النيران عليها مما أدى لسقوط إحدى المروحيات، في حين بدأت القوات البرية في مداهمة القصر. العملية بأكملها استغرقت 40 دقيقة وانتهت بتلقي بن لادن لرصاصة في عينه اليسرى أثناء محاولته الهرب، إضافة إلى مقتل ثلاثة من رجاله وامرأة، ويقال إن واحدًا من أبنائه الأحد عشر كان ضمن القتلى، بينما لم يصب أي جندي أميركي، واقتصرت خسائر القوات على التلف الذي حدث للمروحية التي سقطت محطمة، مما جعل الجنود يقومون بإخراج جثمان بن لادن وهم يحملونه من أبواب القصر، في مشهد يليق بأن يكون نهاية أطول مطاردة في التاريخ الحديث. ويعد القضاء على بن لادن انتصارًا شخصيًّا لأكثر من مائة شخص تم تكليفهم منذ العام 2001 بتعقبه والوصول إليه، ونالوا الكثير من السخرية من الصحافة والمحللين والسياسيين بسبب فشلهم الطويل في الوصول إلى بن لادن، إضافة لاضطرارهم للعمل مع المخابرات الباكستانية التي لا يملكون ثقة كبيرة فيها بسبب العلاقات القديمة التي كانت تجمع رجالها برجال تنظيم القاعدة.
وقصة الوصول للمعلومات حول مكان اختباء زعيم القاعدة بدأت بالقبض على أحد رجال التنظيم المقربين منه العام 2009، ليصل المحققون إلى شخصية الرجل الحقيقية والعلاقة التي تجمعه وشقيقه مع بن لادن، ثم استمر البحث لمدة عامين حتى تم الوصول إلى القصر الذي كان الرجلان يعيشان فيه والذي يفوق قدراتهم المالية بكثير، وهو أول أمر أثار الشك في المكان قبل أن يزداد الشك بسبب جدران القصر شديدة السماكة والتي تبدو وكأنها صممت لجعله مقاومًا للمراقبة والتنصت.
ومما رصده الأميركيون أيضًا قيام سكان القصر بحرق قمامتهم بدلاً من إخراجها كما هو معتاد في المنطقة، ثم عدم احتواء القصر على خط هاتف أو إنترنت، وكلها أمور جعلت الشبهات تحوم حول القصر. وبحلول شهر شباط/فبراير الماضي أصبحت القوات الأميركية متأكدة من أن بن لادن وأسرته يعيشون داخل هذا القصر في آبوت آباد، وفي شهر آذار/مارس عقد الرئيس أوباما اجتماعًا شديد السرية مع أعضاء فريقه للأمن القومي ليحددوا موعد الهجوم على بن لادنويؤمن رجال المخابرات الأميركية أن بن لادن كان يتنقل بين القرى الباكستانية قبل أن يستقر في القصر، وأنه كان لا يجري أي اتصالات هاتفية، وتقتصر الاتصالات الخاصة به على قيام مجموعة من رجاله بمقابلة زعماء القبائل في القرى التي يختبئ فيها، وعرض مبالغ ضخمة من المال عليهم ليقوموا بحمايته خلال فترة إقامته في القرية، وكانت الشرطة المحلية في القرية تعلم بوجوده ويتم تهديد رجالها بالقتل الفوري في حالة تسرب المعلومات، وهو ما جعل من المستحيل أن يقوم شخص بالإبلاغ عنه طمعًا في المكافئة البالغة 25 مليون دولار، لأنه ببساطة لن يجد جهة يقوم بالشكوى إليها دون أن يفقد حياته، وهو ما حدث بالفعل لرجل حاول الإبلاغ فتم قطع رأسه ليصبح عبرة لكل المواطنين.
وكان مخبأ بن لادن الأول عند بدء الهجمات الأميركية على أفغانستان في كهوف منطقة تورا بورا الجبلية الوعرة التي تبلغ مساحتها 14 ألف قدم، والذي منحته مزايا عديدة من بينها صعوبة وصول القوات إليه، وتمكنه من خلالها من الهرب إلى باكستان، مما جعل بعض قادة الجيش الأميركي يعلنون وقتها عن غضبهم بسبب اقترابهم أكثر من مرة من الإيقاع به، لكنه كان يتمكن دائمًا من الفرار في اللحظات الأخيرة.
وانتشرت الكثير من الروايات المختلفة لمحاولات الإمساك به في منطقة تورا بورا، بل إن أحد القادة ويدعى دالتون فيوري قد نشر كتابًا بعنوان "اقتل بن لادن" يقول فيه إن جميع أفراد القوات كانوا يعلمون أن الغرض الحقيقي هو قتل بن لادن وليس القبض عليه، وذلك كي لا يمنح أي فرصة للوقوف أمام المحاكم والإعلام للدفاع عن نفسه، وتم من أجل ذلك وضع العديد من الخطط كان معظمها بالاتفاق مع قوات الأمن الأفغانية، ولكن كلها فشلت لأسباب مختلفة.
ويقول دالتون إن إحدى الخطط كانت تقوم على زرع ألغام أرضية في طريق هرب بن لادن إلى باكستان، ولكن تم رفض هذه الخطة لسبب غير معروفة، ليصبح الحل هو الهجوم البري الذي كان صعبًا بسبب قيادته لفريق من قوات دلتا الأميركية قوامه 50 رجلاً، فكان من الصعب الهجوم على بن لادن الذي يحيط به مالا يقل عن ألف رجل دون مساندة القوات الأفغانية، والتي رفض معظم قادتها التدخل لأنهم يرون بن لادن بطلاً وليس إرهابيًّا، مما جعل دالتون يشعر بالعجز بسبب وجوده أحيانًا على بعد أقل من كيلومترين من بن لادن دون أن يتمكن من الوصول إليه.
ويروي القائد الأميركي تفاصيل ليلة أخرى تم فيها رصد دخول 50 رجلاً إلى أحد الكهوف، وهي المجموعة التي توقع الجميع وجود بن لادن بينها ليتم قصف المنطقة طوال الليلة بالطائرات، ليتوقع الجميع أنها الليلة الأخيرة لقائد تنظيم القاعدة، ولكن ثبت عدم صحة الأمر لعدم العثور على جثته، وقيامه بعدها ببث تسجيلات مصورة تؤكد بقاءه حيًّا، ويعتقد دالتون أن بن لادن أصيب بشظية في كتفه في تلك الليلة، لكن رجاله تمكنوا من تهريبه إلى إحدى القرى المجاورة، في خطوة من خطوات رحلة الهرب التي انتهت أخيرًا باصطياده في آبوت آباد.
مورينيوز بترتيب خاص مع العرب اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق