بحث هذه المدونة الإلكترونية

لرياضة: شالكه الالماني وبرشلونة الاسباني يتأهلان الى دوري الثمانية لدوري ابطال اوروبا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 21 مارس 2011

موريتانيا ليست ليبيا ولا مصر ولا تونس – دداه عبدلله

الاثنين 21-03-2011 00:22 GMT

كثيرا ما نسمع على ألسنة الساسة والإعلاميين وصناع الرأي في عالمنا العربي هذه الأيام أن هذا البلد أو ذاك ليس ليبيا أو مصر أو تونس في إشارة إلى إمكانية انتقال عدوى الثورة التونسية إلى بقية الدول العربية.

وقد كذب من قال في بداية الثورة المصرية إن مصر ليست تونس وأخطأ الذي قال إن ليبيا ليست مصر ولا تونس وعليه أن يدعو الله أن لا تتحول إلى ليبريا أو رواندا.


أما الأكيد فهو أن موريتانيا ليست ليبيا ولا مصر ولا تونس

لسنا ليبيا وإن كان القائد قد سعى إلى الإلتفاف على ثورتنا الأولى من أجل حماية الديمقراطية والوقوف في وجه استمرار الإنقلابات العسكرية متبعا نفس الأسلوب التهديدي قائلا لنا أنذاك إنه لا حل لأزمتنا السياسية سوى القبول باقتراع ستة ستة على غرار سياسة زنقة زنقة التي ينتهجها الآن لحل الأزمة السياسية في بلاده.

لسنا ليبيا وإن كانت لدينا لجاننا الثورية التي تشي بالصحافيين الساعين إلى نقل الحقيقة وكتابنا الأخضر وعلمنا الأخضر ورئيسنا الذي ليس رئيسا للدولة وإنما هو رئيس للفقراء وبما أن الشعب الموريتاني كله فقير فهو رئيس للشعب وليس رئيسا للدولة ولو كان يعتبر نفسه رئيسا لكان قد رمى شباب 25 فبراير باستقالته على وجوههم.

لسنا ليبيا وإن كان رئيسنا يطمح لتبوئ الزعامة الإفريقية فها هو يسعى لحل النزاعات المستعصية في القارة من الأزمة الإيفوارية إلى الليبية ومن يدري قد يقرر الأفارقة اختياره زعيما لهم إذا سقط الزعيم أو على الأقل ولي عهد لملك ملوك القارة في انتظار أن يتحدد مصير الملك.

كما أننا لسنا مصر وإن كان شباب 25 فبراير قد التحم حول فكرة التظاهر السلمي للتعبير عن مطالبه المشروعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي تماما كما فعل شباب 25 يناير في مصر

لسنا مصر وإن الرئيس المصري المطاح به قد حكم البلاد بشكل فردي وعاث فيها فسادا هو وعائلته وأصدقاؤه والمقربون منه مدة 32 سنة أما نحن فرئيسنا لم يمض على حكمه الفردي سوى 32 شهرا.

لسنا مصر لأن الجيش المصري نزل إلى ميدان التحرير وإلى الشوارع لحماية المتظاهرين من بطش قوات الأمن المصرية أما جيشنا نحن فلم يحرك ساكنا لحماية الشباب الذين نكلت بهم شرطة مكافحة الشغب في ساحة بلوكات والشوارع المحيطة بها.

لسنا مصر لأن الرئيس المصري المطاح به عندما اشتعلت الثورة واهتز الإقتصاد المصري وتهاوت مؤشرات البورصة في القاهرة بادر إلى العودة إلى نصوص الدستور وعين نائبا له بعد امتناعه عن ذلك طيلة 32 عاما.

أما رئيسنا نحن فعندما تهاوت مؤشرات البورصات في نواكشوط لم يجد ضيرا في إصدار أوامره عبر الهاتف - كما قيل - لإلغاء القانون المتعلق باستيراد السيارات القديمة الذي صادق عليه البرلمان ولا يمكن تعديله إلا بدورة برلمانية خارقا بذلك نصوص الدستور الموريتاني.

لسنا مصر لأن المصريين سيطروا على ميدان التحرير وبنوا فيه الخيام وأقاموا داخله وأغلقوه مقيمين نقاط تفتيش لمن يريد دخوله وذلك عندما حاولت قوى الأمن والبطجية إخراجهم منه عنوة.

أما شبابنا نحن فقد طرد من ميدان بلوكات رغم ما يحمله الميدان من رمزية وقبل نقل مظاهراته الإحتجاجية إلى ساحة محصورة بين الجمعية الوطنية وفندق ميركير حيث لا يكادون يرون مهما كثر عددهم مما يقلل من تأثيرهم النفسي والمعنوي على المارة وعلى السلطات التي كانت تراقبهم في ساحة بلوكات بالكاميرات المنصوبة على بناية أفاركو.

وأخيرا علينا أن ندرك أن موريتانيا ليست تونس لأن محمد البوعزيزي عندما أحرق نفسه احتجاجا على معاناته ومعاناة شعبه بسبب الأوضاع السائدة في بلاده صار رمزا وطنيا وحتى عربيا بعد أن شكل ذلك الشرارة التي أشعلت الثورة التونسية ومن بعدها الثورات العربية المتلاحقة.

أما نحن فعندما أشعل الشاب يعقوب ولد دحود نفسه احتجاجا على الظروف و ألأوضاع المشابهة السائدة في البلد صرنا نصدر الفتاوى بتكفيره بدل الترحم عليه وننعته بالإختلال العقلي بدل وصفه بالخصال الحميدة التي يتمتع بها والتي جعلته يثور على الواقع المؤلم الذي يعيشه شعبه ويضحي من أجله.

ولم تذكره على الأقل اللافتات والشعارات التي ترفعها الثورة التي يريدها شباب 25 فبراير ثورة إصلاح للنظام وليست ثورة إسقاط له كما فعل التونسيون مستنيرين بهدي البوعزيزي.

بل إن رئيسنا ذهب إلى حد التشفي في ولد دحود وعائلته واصفا إياه بالغني المفسد الذي لا علاقة له بالفقراء في حين كان بن علي قد ترحم في آخر أيامه على البوعزيزي معزيا عائلته وقائلا إنه فهمه هو وغيره ممن أذكت جذوة نار جسمه المحترق وعيهم فهبوا في الشوارع لإسقاط النظام.

إننا لا نريد أن نكون ليبيا ولا مصر ولا تونس..

فالأولى مازالت تنزف ولا أحد يدري إلى أين تتجه أمورها ولا متى سيتوقف نزيفها ولا الثمن الذي سيدفعه الشعب الليبي لتحقيق التغيير الذي يريده..

والثانية لم ترس سفينتها بعد على بر الأمان رغم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تكبدتها جراء الثورة التي نتمنى أن تحقق أهدافها التي ضحى من أجلها الشعب المصري.

وأما الثالثة فقد بدأت بالفعل تضع قطار الإصلاح على سكته بعد أن أخفقت محاولات الإلتفاف على الثورة من قبل بقايا النظام السابق لكن الثمن الذي دفعه الشعب التونسي كان باهظا.

إننا نأمل أن تتحقق مطالب شعبنا المشروعة دون انزلاق وبأقل تكلفة وهي مسألة مازالت ممكنة إذا ما كانت هناك إرادة سياسية ووعي لدي الجميع بأن بلدنا ذا البنية الهشة وغير المتماسك أصلا بلدنا جميعا ويجب أن يحفظ حقوقنا جميعا ويجب أن نحفظه نحن جميعا وأن نشرك جميع تياراتنا السياسية وغير السياسية في رسم مستقبله من خلال الشروع في حوار جاد وعاجل وبناء لا يقصي أحدا من مكونات هذا الشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق