بحث هذه المدونة الإلكترونية

لرياضة: شالكه الالماني وبرشلونة الاسباني يتأهلان الى دوري الثمانية لدوري ابطال اوروبا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 9 مايو 2011

شهاد ةعلى عصر


الجزء  الأول :
مدينة انواكشوط
كان يوما قائظا ككل الأيام في العاصمة انواكشوط خلال فصل الصيف الممتد بلا حدود - امتداد المدينة المترامية الأطراف - مع هدوء نسبي في وقت الظهيرة,في وسط المدينة كان الضجيج يعم المكان, حيث تختلط منبهات السيارات بأبواق "باعة الرصيد "والباعة المتجولون الذين يغص بهم المكان كل يستعرض مهاراته في جلب المتسوقين وحتى المارة ,ووسط هذا الزحام كنا نشق طريقنا بصعوبة للوصول الى "كاراج تودروا"وهي سيارات متهالكة تشكل خردة متحركة يمارس أصحابها مهنة النقل إلى احد ارقي  الأحياء في العاصمة مع مفارقة عجيبة لا تجد لها اي تفسير.
كان الركاب يشكلون لوحة غير متجانسة الالوان (عمال                    بناء,وموظفون,تجار,ومتقاعدين..........الخ)                                                     
الكل يتحدث  عن السياسة مع اختلاف لافت في وجهات النظر ,لكن ماشد انتباهي هو ذلك الشيخ الذي يجلس في مقدمة السيارة ,كان يتحدث بنبرة الخبير الواثق,حيث طغى صوته الخافت المبحوح على اصوات الرفقاء رغم الفارق في النبرة,حيث استسلموا مرغمين لسماع قصصه المؤثرة والطريفة في ان واحد,وتمنوا لو ان الرحلة طالت أكثر,أخرجت قصاصة ورق علي أن ادون فيها بعض المحطات الهامة التي يسردها صاحبنا  عن تاريخ البلد .                                               
بدء صاحبنا بالتعريف بنفسه وقبيلته وجهته والوظائف التي تقلدها والأماكن التي زارها والشخصيات التي قابلها والإحداث التي شهدها                                 
واستطرد قائلا:نشأت في بيئة متعلمة حيث درست في الكتاتيب وحصلت على الإجازة في التفسير والفقه المالكي,كنا نرتحل بحثا عن الكلأ والمراعي الخصبة, في كل   الأنحاء كانت التنمية هي النشاط الوحيد الذي نمارسه,وقد أتاح لي ذلك التعرف عن كثب على كل مكونات المجتمع في البلد ومن بينهم ثلة من المثقفين كانوا نواة مؤسسي الدولة  الفتية فيما بعد.                                                             
ومع مجيء النصارى كانت الفتاوى بمقاطعتهم ثقافيا هي حديث الساعة آنذاك ,ولم يكن يحظى بالتعليم في مدارسهم الا أبناء العائلات الفقيرة أو "المهشمة اجتماعيا" مما اتاح لي فرصة اللحاق بهم  فأصبحت مترجما او ما يعرف حينها با"ملاز"وهي مهنة تدر دخلا لأصحابها وبدأ ت أمارس التجارة في المنطقة الحدودية الجنوبية.                                                                   
ومع أفول الاستعمار و الحديث عن بداية تشكل الدولة استقر بي المقام في هذه المنطقة التي تعرف ألان بانوا كشوط وهي عبارة عن سباخ واراض شبه صحراوية مكسوة ب"افرش" وبعض النباتات الشوكية الصغيرة مع وجود مخيمات صغيرة" فركان"  تنتشر بالقرب من المنطقة الساحلية.لم تكن هناك بنايات كثيرة باستثناء دور قليلة خصص البعض منها لاقامة الحكومة الجديدة,كانت هذه الدور في وقت لاحق تضم مكتب الرئيس واقامته , ومع بزوغ فجر الثامن والعشرين من شهر نوفمبر 1960 بدأ التحضير ليوم الاستقلال ونصبت الخيام امام مقر الرئاسة و استدعيت الفرق الموسيقية المحلية و الفولوكلورية سيكون يوما مميزا في تاريخ البلد,هذا بالاضافة الى حضور ممثلي بعض الدول الافريقية المستقلة حديثا ورئيس وزراء فرنسا في ذلك الوقت ميشال دوبري. الان حانت لحظة الاستقلال وكان الكل يملئهم الحماس والحيوية ,وبعد استعراض لبعض الوحدات العسكرية بالزي التقليدية (الدراعة)
استمر الحفل البسيط لساعات قليلة وسط اجواء من الفرحة عمت الحاضرين.
بعد الحفل ذهب الكل من حيث أتى,لقد بدأت مرحلة جديدة في تاريخ البلد لحظة بناء المؤسسات وأركان الدولة الجديدة,كانت مرحلة حاسمة وتحد حقيقي من اجل البقاء و مصارعة القوى    الاقليمية الطامحة الى الحيلولة دون الاعتراف بها قليميا و دوليا.                               
الحزب الذي كان يسيطر على المشهد السياسي في تلك الفترة هو حزب الشعب الموريتاني برئاسة رئيس الجمهورية الاستاذ المختار ولد داداه, وقد بدا بتشكيل هيئاته وقواعده الشعبية, و قد اتاحت لي معرفة بعض قواده ,الانضمام اليه وترأس احدى منسقياته في انواكشوط, و هو بالطبع منصب يتيح لي توسيع معارفي و الاسهام في رسم سياسة الحزب باعتباره  الحزب الحاكم , ومن ثم السياسة العامة للبلد, نظرا لان البلا د في تلك الفترة لم تشهد تكوين احزاب اخرى منافسة,نتيجة غياب اتنشريعات المؤسسة للتعددية السياسية.                                 
ومع مطالبة المغرب بضم موريتانيا تركز الاهتمام في البداية على ىالتعريف بالدولة الجديدة والقيام بحملة مضادة في المحافل الدولية نجحت باعتراف الامم المتحدة لموريتانيا عضوا فيها في العام 1962  مما عجل الكثير من الدول الاعتراف بموريتانيا                                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق