بحث هذه المدونة الإلكترونية

لرياضة: شالكه الالماني وبرشلونة الاسباني يتأهلان الى دوري الثمانية لدوري ابطال اوروبا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 21 أبريل 2011

رحلة "ماج" إلى تكانت: جس نبض البيظان



نتناول في هذا الركن بعض مذكرات المستعمر الفرنسي عن ما عرف بـ"اتراب البيظان". وسنتابع هنا مع الرحالة المستكشف ماج، وهو ضابط فرنسي طلب منه الوالي فيديرب جمع بعض المعلومات عن المنطقة وسكانها ومحاولة الوصول إلى تجكجه وتيشيت وولاته وتوقيع اتفاقيات تجارية مع السكان وربط صلات دائمة معهم.
وقد رافق ماج في رحلته خادمه بكاري كي وستة زنوج ودليل من البيظان لم تسعفنا الوثائق باسمه، وإن استشف منها محدودية ثقة الرحالة فيه. وكان بحوزة هذه القافلة الصغيرة حصان يركبه الرحالة وأربعة ثيران لحمل المتاع.
غادرت البعثة مركز باكيل النهري يوم 9 دجمبر 1859 لتعود إلى مركز ماتام في نهاية هذه الرحلة يوم 22 يناير 1860.
ويبدو أن الطريق الذي سلكه ماج أيام 10،11، 12، 13، 14 كان قليل السكان، فباستثناء قافلة من قبيلة مسمومه ذكر أنها التحقت به يوم 10 وعرضت عليه المرافقة، لم يشر ماج إلى الإلتقاء بأي إنسان قبل يومه السابع من الرحيل حيث صادف يوم 15 من وصفهما بـ"عبدين يجنيان الصمغ قرب سلسلة العصابه الجبلية". وفي مساء ذات اليوم وصل الضابط ماج إلى مخيم من البيظان ذكر أن شيخه الذي يدعى سيدي عبد الله عامله معاملة طيبة وأبلغه أن "المخيم من التياب" وأنهم "حلفاء الأمير بكار ولد اسويد احمد لكنهم ليسوا أتباعا له". وهناك قضى ماج أول لياليه في مخيم من البيظان. وقد أثار استغرابه وخوفه واشمئزازه فضول سكان المخيم ورغبتهم الجامحة في فحص كل الأمتعة ورفضهم بيعه بعض الكباش رغم كثرة مواشيهم والأعداد الهائلة التي يصدرون سنويا إلى محطة باكيل النهرية.
وفي اليوم الموالي تابع ماج رحلته في اتجاه الشمال دائما لينزل في المساء قرب مخيم من قبيلة تجكانت حيث استقبله زعيم الحي بحفاوة وطلب منه النزول في خيمته كي يتمكن من توفير الأمن له. غير أن الضابط رفض الاقتراح؛ فتعرض في المساء لأول محاولة نهب من طرف مجموعة مسلحة أوشكت أن تستولي على ما لديه من أمتعة لولا تدخل ووساطة زعيم الحي الجكني.
ثم واصل ماج رحلته يوم 17 دجمبر، وفي يوم 18 تعرض للنهب من قبل جماعة مسلحة من البيظان. ورغم ما تعرض له من نهب ورغم إصابته بالحمى أصر على مواصلة رحلته نحو حي الأمير بكار ولد اسويد احمد الذي وصله بعد ظهر 23 دجمبر، وقد استقبله الأمير ببرودة. وقضى في الحي الأميري 22 يوما يرحل معه من مكان لآخر مما مكن الضابط من التنقل في المنطقة ومشاهدة الكثير من معالمها.
وفي طريق العودة مر ماج بالكثير من قبائل الزوايا والأتباع. وقد دون الرحالة رحلته في تقرير قدمه للوالي فيديرب أتحفه بخريطة تضمنت المسالك والطرق التي مر بها. كما تضمن التقرير أسماء السهول والجبال والمرتفعات، غير أن برودة استقبال الأمير الإدوعيشي له، ومنعه له من مواصلة الرحلة نحو تجكجه وولاته وتيشيت، مثلت جوابا ضمنيا على محاولة جس نبض البيظان في إمكانية الانفتاح حينها على المستعمر، فعمدت الإدارة الفرنسية إلى استغلال مستكشفين يتكلمون العربية ويدينون بالاسلام مثل علي صل وغيره.

 

موقع التيسير الثقافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق